جرت مناقشة رسالة ماجستير للطالبة إبتهال زاحم عواد من قسم التاريخ والموسومة
الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في المشرق الإسلامي من خلال كتاب احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي تـ (380هـ /990م)
قدم المؤرخون والجغرافيون العرب المسلمون صورة ناصعة عن المسيرة التاريخية للامة الاسلامية، حتى انهم تدخلوا في أدق التفاصيل ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا وذكروها لمعرفه تلك المسيرة واستلهام تجاربها والافادة منها، لتصويب حاضرنا وتحديد مستقبلنا، فتجارب الأمم عصارة الألآم والآمال والمعاناة والتضحيات، وإنها تمثل أعظم ما قدمه السابقون إلى اللاحقين،ولابد من التطرق الى الهدف من الدراسة التي تمحورت حول جهود المقدسي في كتابه احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ألا وهو التعرف على الجوانب الاقتصاديه والاجتماعية للمشرق الاسلامي الذي جسد نشاطات سياسية وعسكرية واسعة، أدت إلى حصول تنافس كبير بين قادة الاقاليم حتى كونوا دويلات شبه مستقلة ويعود السبب الى قوة حركة الاقتصاد وما انتجه من حياة اجتماعية قادرة على خلق توجهات جديدة وعادات وتقاليد لها خصوصية تباين فيما بينها من الاقاليم .
ومن أجل الوصول إلى دراسة رصينة ودقيقة تم الاعتماد على خطة بحث مقسمه الى ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة، تناول الفصل الاول المقدسي سيرته وعصره، وقسم الى ثلاثة مباحث، أكد المبحث الأول على السيرة الشخصية للمقدسي، أما المبحث الثاني فركز على السيرة العلمية للمقدسي، وجاء المبحث الثالث ليوضح مجريات عصر المقدسي السياسة والاجتماعية والاقتصادية والفكرية. وجاء الفصل الثاني فكان يصب في الجوانب الاقتصادية للمشرق الاسلامي من خلال كتاب احسن التقاسيم، وتم تقسيمه على مبحثين، أشتمل المبحث الأول على الثروة الزراعية والحيوانية والمعدنية، واهتم المبحث الثاني فكان عن التجارة والنقود والمكاييل والضرائب. وأخيراً الفصل الثالث الذي أخذ عنوان الجوانب الاجتماعية للمشرق الإسلامي من خلال كتاب احسن التقاسيم، وهو الأمير وتم توزيعة على مبحثين، الأول بين عراصر المجتمع والعادات والتقاليد، وأما المبحث الثاني فأكد على الاحتفالات والملابس والاطعمة.
وان الهدف من وراء البحث هو التعرف على قدرات المقدسي في عرض الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المشرق الإسلامي في ادق تفاصيلها من خلال معايشته مع اهالي المناطق التي زارها من خلال اعتماده على المنهج الوصفي بشكل تفصيلي ومتابعته للجانبين الاقتصادي والاجتماعي زمنياً ومكانياً.
نتائج البحث :
من خلال ماتم طرحه في البحث والدراسه في حياة المقدسي ورحلاته تم التوصل الي النتائج التاليه
1.يبدو ان الكنى التي عرف بها المقدسي لها دلاله قاطعة على مكانته العلمية والاجتماعية، فضلاً عن دلالة الالقاب الكثيرة بأنه استقر واشتهر في مناطق متعددة كانت له فيها الوجاهه والمكانة العالية.
2.تبين ان المقدسي ذو معرفة واسعة في العلوم والثقافة فله باع طويل في علوم القرأن والحديث والفقه وعلوم الكلام والتاريخ والجغرافيه والآدب والشعر.
3.أظهر المقدسي اجلاله للمشرق الاسلامي لما يمتلمه من خيرات وقوة بشرية واقتصادية وثروات متعددة ومتنوعة.
4.كان لقوة الاقتصاد أثره الواضح في تكوين عادات وتقاليد خاصة بأهل المشرق الاسلامي.
5.قدم المقدسي معلونات وافية عن الجغرافية البشرية كالخصائص الديموغرافية من دين ولغة واجناس ومحاصيل زراعية وطرق الري والصناعات والتةارة وطرق النقل وغيرها.
6.اهتم المقدسي اهتمام هاص بالمدن وترتيبها حسب الحجم والأهمية حتى اتضح لنا أن الهدف الرئيسي لكتابه هو دراسة المدن دراسة وافية ودقيقة.