Menu

 تمت مناقشة رسالة ماجستير في جامعة تكريت/كلية التربية للبنات للطالبة( هند حسن مركب ) والموسومة(العلاقات الموريتانية_المغربية 1979-1999) و قد بينت الباحثة في رسالتها ان موريتانيا قد برزت إلى المحيط الدولي كدولة مستقلة ذات كيان وسيادة ابتداء من عام 1960 ،وهكذا أصبحت مؤهلة للدخول في علاقات دولية مع غيرها من الوحدات السياسية المستقله، وفي عام 1969اعترف المغرب فعلياً بها إذ دعا الملك المغربي الحسن الثاني الرئيس الموريتاني المختار ولد داده لحضور مؤتمر القمة الاسلامي، وانطلاقاً من ذلك المؤتمر عرفت العلاقات الموريتانية_المغربية طوراً جديداً تفاهم وتشاور إلى عام 1974إذ أدت بعض العوامل دوراً في تعكير جو العلاقات بين الدولتين أهمها قضية الصحراء الغربية ًوكان لموريتانيا دور بارز في موقفها من قضية الصحراء الغربية إذ ناقشت الامم المتحدة في قضية الصحراء الغربية،وقد قدم كل من اسبانيا والمغرب وموريتانيا عريضة تدعى فيها كل واحده منهم ان الصحراء الغربية جزءاًً منها، وفي عام 1974 طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية رأيها القانوني حول الأراضي الصحراوية وقد أجابت محكمة العدل الدولية بوجود علاقات تاريخية وروابط قانونية بين الصحراء الغربية وموريتانيا والمغرب ًفلم يزد هذا الرأي لموريتانيا إلا اصراراً بمطالبها بالصحراء الغربية وأصبح الموقف الموريتاني اكثر اعتدالاً بعد الاتفاق الثلاثي بين اسبانيا والمغرب وموريتانيا عام 1975حول خروج اسبانيا من الصحراء الغربية وتقسيمها بين موريتانيا والمغرب، وبذلك عادت الصحراء الغربية بجهود منسقة بين الطرفين وباتت الدولتين متجاورتين ومتفاهمتين. كما أنّ محور العلاقات الموريتانية المغربية خاضعة لمسألة واحدة وهي مشكلة الصحراء الغربية والصراع بين الجزائر والمغرب عليها، فعندما تؤيد موريتانيا جبهة البوليساريو نرى أن العلاقة مع المغرب تدهورت والعكس صحيح، لذلك فان علاقة موريتانيا مع المغرب مبنية على أساس موقفها قضية من الصحراء الغربية وكانت موريتانيا دولة ضعيفة نشأت فيها اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية خانقة،الانقلابات العسكرية التي عصفت في بادئ الأمر بنظام الرئيس المختار ولد داده وفسحت المجال واسعاً أمام مجموعة من الضباط للتسابق على الحكم فكانت عدة محاولات للاستيلاء على الحكم آخرها محاولة 16 آذار1981والتي نسب تدبيرها وتدبير القائمين بها للمغرب وردةّ الوزير الاول المغربي في بيان رسمي واعتبره مجرد اتهام لا أساس له من الصحة، وأثّرت الانقلابات العسكرية بشكل كبير على السياسة الخارجية الموريتانية.بعد مجيئ الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع عام 1984 تمكنت موريتانيا من إعلان حيادها بشان النزاع حول الصحراء الغربية والخروج من الصراع الدائر بين المغرب والجزائر لذلك عرفت علاقات البلدين منذ ذلك التاريخ مرحلة جديدة وتعاون مثمر. وظهرت في عقد الثمانينيات بعض التجمعات الإقليمية من ضمنها اتحاد المغرب العربي الذي تمثل كل من موريتانيا والمغرب أحد أعضائه الخمسة، و أن قيام ذلك الاتحاد يشير إلى الاقتناع بضرورة التعامل الواقعي مع المعطيات الجيوسياسية في البلاد المغاربية، ومن هنا ندرك الأهمية التي يعلقها بلد كموريتانيا على الاندماج في هذا الكيان المغاربي.وتوصلت الباحثة الى النتائج الاتية:

1.تعتبر العلاقات الموريتانية المغربية علاقات نموذجية على الرغم من بعض الضعف الذي يعتريها في بعض جوانبها، بالرغم من أن مجموعة الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين البلدين، واستمرت العلاقات بالضعف في السنوات الأخيرة ، وعموماً يمكن القول أن العلاقات التعاونية بين البلدين ما زالت دون مستوى التطلعات المشروعة للشعبين الموريتاني والمغربي.
2 .كانت قضية الصحراء الغربية هي المحور الرئيس في السياسة الموريتانية مع الدول المجاورة لها سواء المملكة المغربية أم الجزائر ممّا ادخلها في مشاكل مع هذه الاطراف من دون أن تستفيد شيئاً.
3 .حرصت موريتانيا منذ استقلالها على الأخذ بنظام الحزب الواحد والغاء التعددية الحزبية المعمول بها أثناء فترة الاستعمار ، وبسبب الخلافات السياسية بين القادة السياسيين في موريتانيا ظهرت المؤسسة العسكرية عن طريق الانقلابات العسكرية، بدأ بالانقلاب الذي اطاح بالمختار ولد داده وختاماً بالانقلاب الذي اطاح بالرئيس محمد خونه ولد هيداله على يد معاوية ولد سيدي احمد الطايع الذي تولى السلطة من بعده، وقد أثّرت الانقلابات العسكرية بشكل كبير على الدولة الموريتانية إذ كانت عامل عبء وضعف على الدولة الموريتانية.
4.قررت موريتانيا بعد حربها مع الصحراويين الانسحاب وعقدت اتفاقية السلام مع جبهة البوليساريو وفضلت الابتعاد عن أي نزاعات تجاه هذه المشكلة وعبرت عن التزامها بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واعترفت بجبهة البوليساريو كممثل شرعي للشعب والجمهورية العربيه الصحراوية.
5 .على الرغم من إنهاء حرب الصحراء الغربية بعد انقلاب 1978 ،إلا أن تأثير تلك المشكلة ظل مؤثراً في الوضع داخلي الموريتاني ، عن طريق تجاذب أطراف النزاع ًالخارجية لأعضاء اللجنة العسكرية الحاكمة في البلاد ، ويتضح من ذلك عدم امكانية الحكام العسكريين ايجاد حلول لخلافاتهم الداخلية التي استغلت اطراف النزاع من أجل تحقيق مكاسب اقليمية على حساب أمن واستقرار الشعب الموريتاني مما أدى إلى تكرار الانقلابات العسكرية في موريتانيا.
6.كان من غير الممكن أن تستقر الأوضاع السياسية في موريتانيا من دون الابتعاد عن المشاكل مع الدول التي تجاورها مثلاً الجزائر التي كانت تقف إلى جانب جبهة البوليساريو وتساعدهم وتقدم لهم المساعدات المادية، فضلاً عن أن محمد خونه ولدهيداله كان ينتمي إلى القبائل الصحراوية جعله يميل اليهم.
7 .سعى معاوية ولد سيدي احمد الطايع من أجل تحقيق الوحدة العربية ومن أجل تحقيق لواقع الاقتصادي والسياسي لموريتانيا، لذلك انضم إلى الاتحاد المغاربي إلا أن الاتحاد
الم يحقق ما كان يطمح اليه معاوية ولد سيدي احمد الطايع، إذ تعرض الاتحاد إلى الانهيار الجزئي بعد عام 1991 بسبب ما طرأ من التغيرات على الساحة العربية من تغييرات سياسية منها حرب الخليج الثانية، وكذلك الموقف السلبي لدول اتحاد المغرب العربي تجاه موريتانيا في حربها مع السنغال وكانت موريتانيا تعيش حالة اقتصادية صعبة.
8.كانت موريتانيا تؤيد وقف إطلاق النار والاستفتاء في الصحراء الغربية ،لكن بالرغم من أن منظمة الأمم المتحدة فقد شرعت فعلاً في تنفيذ مخطط التسوية منذ عام 1991 ، وتوصلت إلى وقف إطلاق النار بين المتنازعين، لكنها بالمقابل لم تتمكن من استكمال تطبيق على أرض الواقع.

WhatsApp Image 2023-03-16 at 3.30.26 PM 6951d

WhatsApp Image 2023-03-16 at 3.30.24 PM 3bea8

facebook2 4e032    youtube f2745Twitter-icon 061fb     google-plus-logo 5b773

عدد الزيارات
5200325
Go to top