كلية العلوم السياسية في جامعة تكريت تناقش رسالة الماجستير الموسومة بـ (التعاون الامني في حوض البحر المتوسط في اطار النظرية الليبرالية والواقعية) للطالب (صلاح حسن جار مسعود)
اوضح الطالب خلال رسالته ان الامن واحد من اصعب المفاهيم التي يتناولها التحليل؛ كونه اصبح مفهوم متغير ونسبي ومركب، له ابعاد ومستويات متعددة ومتنوعة، ويتعرض لتهديدات مباشرة وغير مباشرة من مصادر مختلفة، سواء تعلق ذلك بأمن الفرد او بأمن الدولة، فقد احتلت دراسة الامن موقعاً مهماً في السياسة الخارجية لكثير من الدول. وفي هذه الدراسة تم تناول هذا المفهوم من وجهة نظر كل من النظرية الواقعية، والنظرية الليبرالية، بشقيهما التقليدي والجديد، إذ شهدت الفترة التي جاءت بعد نهاية الحرب الباردة، وبداية تسعينيات القرن الماضي ظهور العديد من التهديدات والمخاطر الامنية الجديدة التي ولدت لدى العديد من الدول والاقاليم شعوراً باللاأمن، سيما في المناطق المهمة من العالم، والتي تمثل منطقة حوض البحر المتوسط احداها، إذ تطرح المنطقة ثنائية متناقضة بين دول متقدمة في الشمال من جهة، ودول متخلفة في الجنوب من ناحية اخرى، وان هذه التهديدات لا تمثل خطر عسكري واضح المعالم في طبيعتها، انما هي تحديات تعددت اشكالها، وتنوعت دوافعها، وابرز هذه التهديدات تتمثل في الارهاب الدولي، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة، فضلاً عن الصراعات الداخلية والبينية الامر الذي استدعى دول الضفة الشمالية المتمثلة بالدول الاوربية ان تعيد النظر في علاقاتها مع الدول في الضفة الجنوبية عبر اطلاق المبادرات الامنية للحد من خطر هذه التهديدات والمخاطر او التقليل منها، سواءً بمفردها او بمشاركة المنظمات الدولية ايضا.


