نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة دكتوراه للطالب عمر عبد العزيز شحاذه الجبوري ، الموسومة (التحليل الزمكاني لمخاطر التصحر في مركز قضاء داقوق باستخدام نظم المعلومات الجغرافية).اذ تهدف الدراسة الحالية الى بيان وتحليل مظاهر التصحر وآثارها ضمن مركز قضاء داقوق في محافظة كركوك, والتي جاءت لتعبر عن خطورة هذه الظاهرة وبيان مدى تأثيرها على التوازن البيئي والانسان ونشاطه, هذه المشكلة البيئية التي باتت تهدد الكثير من دول العالم ومن ضمنها العراق ومنطقة الدراسة, اذ تتعرض الاراضي الزراعية الى الجفاف وارتفاع في نسبة الاملاح وانخفاض في كثافة الغطاء النباتي والتوسع العمراني, مما ترك اثرآ واضحآ على انخفاض الانتاجية الارضية وتناقص في مساحات الأراضي الصالحة منها. اذ يتبع مركز قضاء داقوق اداريا لمحافظة كركوك بمساحة بلغت(1353.54)كم2, أي ما يعادل(541416)دونم, ضمن الجزء الشرقي والجنوب الشرقي لمحافظة كركوك, أما موقعها احداثيا فهي تقع بين دائرتي عرض(°34 -43 =01- (°35 -17 =29°شمالاً، وبين خطي طول(18= 10- 44°- 19 = 36- 44°) شرقاً, والتي تضم(54) مقاطعة زراعية, اذ تبين ان المنطقة تقع ضمن المناخ شبه الجاف(BSH), وهذا عامل مساعد لحدوث مظاهر التصحر ضمن أراضيها, وتعرض مساحات واسعة دون تحقيق تنميتها الاقتصادية, ومراقبة اهم التغيرات البيئية للغطاء الارضي واستعمالاته خلال المدة(1990-2020), بواسطة المرئيات الفضائية(Landsat51994) (Landsat52004) (Landsat82015)المتوفرة, اذ تم تصنيف الغطاء والاستعمالات الارضية ضمن مركز قضاء داقوق للفترات الزمنية التي تم ذكرها سابقآ, أي لمدة(30)سنة, بالاعتماد على المجموع المطري السنوي(387.2)ملم للمرئيات الثلاث. واستخدام تقنيات(G.I.S) نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
وقد توصلت الاطروحة الى نتائج عديدة منها :
1- للعوامل الطبيعية دوراً بارزاً في نشوء وتفاقم مشكلة التصحر في مركز قضاء داقوق, فهشاشة الخصائص المناخية قد اسهمت في تفاقم مشكلة التصحر, إذ تبين عند تطبيق معادلات ( دي مارتون, ثورنثويت) للمحطات المناخية كركوك والطوز بأن المنطقة تقع ضمن المناخ شبه الجاف, مع تذبذب معدلات هطول الأمطار بين سنة وأخرى.
2- للعوامل البشرية سواء كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة الدور البارز في زيادة المساحات المتصحرة ضمن منطقة الدراسة, من خلال الاستغلال غير الامثل في استثمار الموارد الطبيعية وممارسة العمليات الزراعية بالأساليب الغير العلمية, وسوء شبكات الري والبزل التي لا تفي حاجة المنطقة, مع انعدام المصدات الريحية وقطع الاشجار والشجيرات بشكل العشوائي نتيجة الظروف التي مرت بها المنطقة, فضلا عن الرعي الجائر.
3- بواسطة نموذج الارتفاع الرقمي (DEM) لمنطقة الدراسة فقد تبين من خلال الدراسة أن سطحها شبه مستوي والتي بلغت (36.0)%,مع وجود تموج خفيف, فقد ساهم في قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه ومن ثم رفع مستوى المياه الجوفية من خلال اتصالها بالسطح عن طريق نشاط الخاصية الشعرية وتراكم الاملاح على سطح التربة.
4- من مظاهر التصحر البارزة في منطقة الدراسة والتي ينتشر وبشكل بارز في معظم المقاطعات الدراسية هي مظهر تراجع الغطاء النباتي و ارتفاع قيم الأملاح في المياه الجوفية والتي بلغت ما بين(1.25-5.36)dsm/l, والأملاح الذائبة التي بلغت قيمها ما بين(660-2312)mg/l, وهي بذلك تكون ضمن درجات الملوحة المتوسطة والشديدة حسب منظمة(FAO) لتحديد صلاحية المياه للري, فضلاً عن تملح التربة, بذلك تحتاج الى عملية صرف وبزل لها, اما تراكمها سوف يؤدي مستقبلاً إلى تفاقم مشكلة ملوحة التربة تزامنا مع تنقاص المبازل فيها, فضلاً عن عدم استخدام نظام الدورة الزراعية واتباع نظام التبوير إلا بشكل محدود.


