نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للبنات رسالة ماجستير للطالبة آية حسين خلف والموسومة(أثر السياق في توجيه المعنى في ديوان الموشحات المملوكية)يُعدّ السياق من النظريات اللغوية الحديثة الملتصق بعلم الدِّلالة ؛ إذ له الأثر في تحديد النص والكشف عن معناه ، فمعاني الكلمات في المعاجم متعددة لكنها في السياق تتحدد من خلال تحليلها عن طريق انواع السياق اللغوية وغير اللغوية ،فالسياق هو الموجه لدلالة أي نص . إنّ هذا الموضوع يرمي إلى تتبُّع السياق وبيان أثرهُ في تحديد المعنى وتوجيهه ، على مستوى المفردة والتركيب والنص ، مستفيداً من جهود اللغويين والبلاغيين فضلاً عن علماء اللغة المحدثين . وكان الدافع لاختيار هذا العنوان والقصد منه هو للفت الانتباه إلى ضرورة توظيف أفضل المناهج الحديثة في فهم النصوص الشعرية وازالة الغموض عنها .تضمن التمهيد مفاهيم ومحددات للموضوع فعرضت فيه التعريف بالسياق لغة واصطلاحاً، والتعريف بالموشحات ونشأتها ، والتعريف بالموشحات المملوكية ونشأتها.واشْتملَت فصول الدراسة الحديث عن تقسيمات السياق المعروفة ، إذ تم تخصيص الفصل الأول : لأثر السياق اللغوي في توجيه المعنى في ديوان الموشحات المملوكية .تضمن مبحثين الأول :عن أثر السياق اللغوي (نظرية الرصف) في توجيه المعنى في الديوان . أما المبحث الثاني :فتضمن أثر السياق في العلاقات العمودية والأفقية في الديوان .أما الفصل الثاني: فخصص لأثر السياق غير اللغوي في توجيه المعنى في ديوان الموشحات المملوكية ، وتضمن مبحثين الأول :عن أثر السياق غير اللغوي لعنصري المتكلم والمخاطب في توجيه المعنى في الديوان وتضمن الثاني :أثر السياق غير اللغوي لعنصري الزمان والمكان في توجيه المعنى في ديوان الموشحات المملوكية ، ثم جاءت الخاتمة لتوجز أهم نتائج البحث.ان اهم النتائج التي خرجت بها الباحثة :
1.إن لدلالة السياق أثر بارز في بيان وتضمين المعاني ، فلا يمكننا فهم النص الشعري من دون المعنى .
2.أدق تقسيم للسياق هو السياق اللغوي والسياق غير اللغوي إذْ من دون هذا التقسيم لا يمكن أن يفهم النص بصورة صحيحة وواضحة.
3.إن لنظرية الرصف مسميات عدّة فهي تشمل الضم والصف والانتظام والنظم ، وهذه المصطلحات تدل على توارد شيء مع شيء آخر في الانتظام والتعلق، حيث كانت تلك المصطلحات قريبة من المسمى الاصطلاحي للرصف بفرعيه النحوي والمعجمي .
4.إن للسياق اللغوي وأثره في توجيه المعنى أهمية بارزة ؛ لأنه يهتم ويبين خصائص العلاقات التركيبية في تحديد السياق الذي تقع فيها الكلمة.
5.كلّ التحليلات اللغوية تعتمد على المقام الذي يقال فيه الكلام بجميع عناصره وغير ذلك من الظروف المحيطة به والمناسبة التي يقال فيها الكلام .
6.إن نصوص الموشحات هي نصوص أدبية مستقلة لا يمكن أن تفهم إلا عن طريق التفاعل فيما بينها ومعرفة العناصر اللغوية المكونة لها.
7. بيّنت الدراسة أن عدداً كبيراً من نصوص الموشحات هي جزء من حوار بين طرفين ،ومن أجل أن نفهمها لابدَّ أن نعرف أثر هذه الشخصية من خلال عنصري المتكلم والمخاطب ومعرفة التكوين الثقافي والاجتماعي لهما.
8. إن عنصري الزمان والمكان يكتسي كلُّ منهما بعداً اجتماعياً ونفسياً بحيث يمثل كل منهما التغيير والتحول في مسار شعراء الموشحات.
9.إن اغلب شعراء العصر المملوكي كانت موشحاتهم تأملية واعطوا احكاماً مطلقة لا ترتبط بعناصر زمنية، وأنهم قطعوا عن الزمن حركتهم واستمرارهم ، فهناك قصائد يشعر بها من خلال سياق الحال بأنها أقوى من الزمن وقادرة على التغلب عليه .
10. معظم قصائد الموشحات تكون متناقضة أذ تنتقل من مرحلة اليأس والحزن إلى مرحلة السرور والفرح .
