نوقشت في جامعة تكريت / كلية الحقوق اطروحة دكتوراه في القانون العام للطالب ( عبد الله خلف نجم ) والموسومة ب ( الطاقة الخضراء واثرها في الامن الانساني - دراسة في القانون الدولي العام ) وقد بين الباحث في اطروحته ان الطاقة الخضراء أو الطاقة المتجددة أو الطاقة النظيفة أياً كانت التسمية فهي تلك الطاقة التي لا تنضب ، ومتوفرة باستمرار في الطبيعة ومتجددة ولا يشكل وجودها أي تأثير سلبي على البيئة وتتمثل مصادرها بالطاقة الشمسية ، طاقة الرياح ، الطاقة المائية ، طاقة الكتلة الحيوية ، وطاقة الحرارة الجوفية ، وهناك مصادر اخرى قيد الدراسة والبحوث ، وقد عرفها الانسان منذ العصور الأولى لحياة البشرية واستخدم بعضا من مصادرها ولكن ليس بهذه الطريقة التي نحن عليها اليوم ، وفي عصرنا الحالي اتجهت أغلب دول العالم الى البحث عن مصادر بديلة للطاقة الاحفورية ( النفط ، والغاز ، والفحم ) ، لما تسببه من اضرار جسيمة ، وخسائر باهظة ونتيجة للازمات التي تحصل في هذه الطاقة التي كان آخرها الازمة البترولية عام ۱۹۷۳ والتي احدثت خسائر كبيرة على المستوى العالمي مما حدى بهذه الدول الى البحث والدراسة في مصادر الطاقة الخضراء من اجل تلافي مثل هذه الازمات فكانت الطاقة الخضراء ، ومن المتعارف عليه ان اللون الاخضر هو لون الأمان والسلام والاطمئنان ، وهو لون العبور نحو حياة افضل ، فكذلك الحال بالنسبة لهذه الطاقة التي يمكن انتاجها من مصادر نظيفة ومتجددة ولا تحدث أي تلوث للبيئة ، وعلى هذا الاساس اتجهت اغلب دول العالم خاصة الدول ذات الامكانيات الاقتصادية الكبيرة الى استغلال مصادر هذه الطاقة واستثمارها في انتاج الطاقة الكهربائية والاغراض الاخرى . وبالنظر لما تمثله البيئة النظيفة من دور كبير في حياة الانسان ، وما يحدثه استخدام الوقود الأحفوري من مخاطر التلوث التي تهدد الوجود البشري، فقد اتجهت منظمة الامم المتحدة الى الاهتمام بالبيئة وتشجيع الدول على المحافظة عليها وحمايتها ، فكانت أولى خطواتها عقد مؤتمر ستوكهولم عام ۱۹۷۲ في السويد ، ثم عقدت مؤتمرها الثاني عام ۱۹۹۲ في مدينة ريودي جانيرو في البرازيل ، وابرمت العديد من الاتفاقيات من اجل المحافظة على البيئة ، والحد من التغيرات المناخية ، وتشجيع انتشار الطاقة الخضراء ، وقامت هذه المنظمة بتشجيع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية على زيادة التوعية بمخاطر البيئة وتشجيع انتشار الطاقة الخضراء إن لهذه الطاقة تأثير ايجابي كبير على حياة الانسان وأمنه واستقراره فاستخدامها والاستثمار فيها يوفر الامكانيات الاقتصادية والمادية الكبيرة ، مما يؤمن مستوى معيشي لائق للإفراد )
وقد توصل الباحث من خلال الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات منها : تعد الطاقة الخضراء طاقة متجددة باستمرار، وغير قابلة للنضوب ومصادرها منتشرة في كل مكان وزمان ، وهي صديقة للبيئة من خلال المحافظة عليها ، والحد من التغيرات المناخية . وجود مصادر الطاقة الاحفورية في كثير من الدول وبكميات كبيرة ، حال دون الاهتمام في هذه الطاقات في تلك الدول أو الدخول في مضمارها بوقت مبكر ، كما أنه يعد من العوامل التي ساعدت على تأخر النمو في هذه الطاقة وانتشارها .كما توصل الباحث ايضاً الى مجموعة من التوصيات منها : بالنظر لما للطاقة الخضراء من دور كبير في الحد من التغيرات المناخية ، فعلى استخدام الطاقة الخضراء على المستوى العالمي . المنظمة الدولية ابرام معاهدات جديدة و تفعيل المبرمة منها تلك الخاصة بالبيئة وتشجيع ،اصدار قانون خاص بالطاقة الخضراء لكل دولة ، وتضمينه المحفزات والضمانات القانونية الجاذبة للاستثمار في هذه الطاقة.


