نوقشت في جامعة تكريت/ كلية العلوم الاسلامية أطروحة دكتوراه للطالبة (هبة شكر محمود) عن أطروحتها الموسومة (وجوه المعاني في القراءات الاربع الشاذة بدلالة التعبير القرآني للأجزاء العشر الأولى من القرآن الكريم) بإشراف الاستاذ الدكتور محمد عزيز علي والاستاذ المساعد الدكتور علي خضير عباس. وتكمن أهمية الدراسة في إظهار كمال البلاغة والإعجاز وغاية الايجاز والفصاحة في الكلمة الواحدة ، وإنْ كانت شاذة ، فكل قراءة وردت متنوعة باللفظ مكتملة في المعنى ، توحي في دلالتها لبيان معاني خفية أفادت في كل نواحي علوم القرآن ، ولم يطلق عليها لفظ الشذوذ إلا لمخالفتها شروط العلماء في الأخذ بها.
وهدفت الدراسة الى رد المعرضين والدفاع عن القرآن الكريم في بيان وجوه المعاني للقراءات الشاذة وأثرها في التعبير القرآني ولكونها لا تتعارض مع القراءة العشرية في معناها بل قد اضافت دلالات افادت في التفسير والنحو والصرف والفقه.
وقد أثبتت الدراسة في الخاتمة أنَّ الاختلاف في وجوه القراءات على الرغم من أنها شاذة ، اختلاف تنوع لا تضاد ، إذ ارتكزت هذه القراءات على الكثير من القواعد النحوية واللغوية ، وأوجه الإعراب التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، وقد كانت النتائج على النحو الاتي:
1_ القراءات الشاذة لا تبتعد في معانيها كثيراً عن القراءات المتواترة ، في أغلبها، فهناك تقارب في المعنى ، مع وجود بعض فروق طفيفة تميز إحداها عن الأخرى.
2_ تتفق القراءات الشاذة مع القراءات المتواترة في استنباط الأحكام الشرعية العملية عند بعض الفقهاء.
3_ أضافت بعض القراءات الشاذة معاني أوسع للقراءات المتواترة، ومنها ماهو مفسر للمعنى المراد من القراءة العشرية ومنها ماهو مخصص له.
4_ لا تقل القراءات الشاذة عن المتواترة في فصاحة الأسلوب القرآني، فالبعض منها جاء فصيحاً من ناحية الوزن الصرفي والمعنى.
5_ استشهد المفسرون والنحاة ببعض القراءات الشاذة تأييداً لمذهبهم.
6_ لاحظت أن أغلب القراءات التي نقلت عن الصحابة والتابعين بالذات ، إنما هي مفسرة للآية الكريمة.


