نوقشت في جامعة تكريت أطروحة دكتوراه للطالب بسام إبراهيم علي البياتي الموسومة (آليات الحجاج في كتاب الاستدراك على أبي علي في الحجة للباقي (ت543هـ)).اذ تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن مسالك الحجاج في خطاب الاستدراكات النحوية بمنظور قديم، وحداثي ، وتأكيد أنّ الخطاب النحوي خطاب حجاجيّ بحث لاحتوائه على مقوّمات ذلك الخطاب ، ومن ثمَّ إثبات بهذا الخطاب أنّ الحجاج لا يقتصر على مستوى القولة أو الجملة بل يتعدّ إلى مستوى الخطاب ؛ كونه منجزاً باللغة الطبيعية .سارت طبيعة وفق المنهج الوصفي التداولي ، بعرض تلك المسالك ، والكشف عن كيفية اشتغالها ، وتأصيلها بطريقة عرضية ؛ لبيان اختمارها لدى علماء الثراث بشكل عام ، وفي مدونة الاستدراك للباقولي بشكل خاص .واقتضت هيكلية الأطروحة أن تكون على مقدّمة وتمهيد ، وثلاثة فصول ، وخاتمة بأهم النتائج ، وثبت المصادر والمراجع .
ولقد توصلت الاطروحة إلى العديد من النتائج منها:
1-أثبتت الأطروحة أنّ الخطاب النحوي خطاب حجاجي، فبذلك يتعدّى الحجاج مستوى القولة أو الجملة إلى مستوى الخطاب .
2-كشفت الأطروحة أنّ السياق يمثل حجة داحضة يستعملها المتقلي ؛ لإقناع المخاطَب.
3-اتضح من خلال البحث أنّ هناك تقاطعًا بين فعل الاقتضاء بين ديكرو وبين دلالة الاقتضاء لدى علماء الثراث لاسيما الأصوليون بأمر مفاده ( أنّ المقتضى لا يفارق النص ، حينئذٍ يشكل قيمة حجاجية؛ كونه يمثل معالم فكرة مشتركة بين أطراف العملية التخاطبية .
4- أكّدت الدراسة أن الروابط والعوامل الحجاجية لم تكن لسانية فحسب - كما يعتقد ديكرو والباحث عز الدين الناجح ، وغيرهم - بل مراعاة المقام ، والتركيب وملابسات القول لها دور ريادي في تخصيص دلالتها على المستوى الحجاجي والوظيفي معًا ، أو الوظيفي فحسب .
5- توصلت الأطروحة أن مصطلح الحجاج أو سع وأبين من البرهان والجدل ؛ لأنه يدرس الحجج سواء كانت اللغوية أو غير اللغوية في حين البرهان يقتصر على المقدمات والمسلمات المنطقية، والجدل يضم على الأغلب المماحكة والخصومة بالقول من دون الحجة .


