نوقشت في جامعة تكريت أطروحة الدكتوراه للطالبة عهود صالح مهدي الشمري، الموسومة ( تقييم المخاطر البيئية في محافظة صلاح الدين وأثرها على التنمية المستدامة).اذ تم اختيار موضوع الدراسة لتعكس تفاقم المخاطر البيئية التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث في مختلف البيئات، وأخذت هذه المخاطر بالتوسع والإنتشار نحو المناطق الزراعية والسكنية لعدة أسباب منها حاجة الإنسان المتزايدة والمستمرة على طلب الغذاء، مما عرض الأراضي الزراعية إلى التدهور والتلوث بسبب الإفراط في استخدام الأسمدة الزراعية لغرض زيادة الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى تلويث التربة، أما المناطق السكنية فتتعرض للتلوث لكونها قريبة من المعامل والمنشآت الصناعية، كما هو الحال في أقضية بيجي وسامراء وبلد، كما تتلوث المناطق السكنية بالنفايات الصلبة المنشرة فيها وهو ما ينعكس سليباً على التنمية المستدامة في منطقة الدراسة. تشغل منطقة الدراسة مساحة تقدر بنحو (24997.4) كم2، وتشكل (5.5) % من مساحة العراق، وتقع بين دائرتي عرض (°33’38”48.9) و(°35’41”32.8) شمالاً، وبين خطي طول (°42’30”5.5) و(°44’57”38.9) شرقاً.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عديدة منها:
١- أن منطقة الدراسة قد شهدت تغيرات بيئية في الغطاء الأرضي واستخدامات الأرض، مسببة ظهور مخاطر بيئية في أجزاء عديدة من منطقة الدراسة وكان لها أثر واضح في التنمية المستدامة، إذ أن مناطق واسعة تعرضت لتلوث الهواء والمياه والتربة وبدرجات متباينة، مما انعكس سلباً على تنميتها.
٢- تبين لنا من خلال مناقشة نتائج فحوصات تركيز الغازات الملوثة للعينات المأخوذة من مواقع مختلفة في منطقة الدراسة، أن هناك تباين مكاني واضح لتلك الغازات الملوثة لهواء منطقة الدراسة، إذ سجلت المواقع (T2- T6- T8) أعلى المعدلات في الغازات الملوثة، من أبرزها نسبة غاز (CO) (6.2- 6.0- 5.8)ppm ، وغاز (SO2) (1.9-1.7-1.8)ppm وغاز(H2S) (4.0- 2.7- 2.8) ppm، في حين سجل غاز (NO2) النسبة نفسها للمواقع أعلاه وبنسبة (0.9)ppm، جميع هذه المعدلات قد تجاوزت المحددات البيئية التي وضعتها وكالة الصحة الأمريكية (USEPA)، لم تتأثر هذه المواقع حصرًا بهذه التجاوزات، بل تعداه إلى المناطق القريبة منها والمجاورة لها بسبب بحركة الرياح الشمالية السائدة فيها التي تنقل الغازات الملوثة إلى الجهات التي تهب عليه، مما لها تأثير على الصحة الإنسان والتنمية المستدامة في منطقة الدراسة.
٣- وفي ضوء مناقشة تحليل العناصر الثقيلة الملوثة للتربة في منطقة الدراسة ظهر أن هناك إرتفاع بمعدلات تلك العناصر، إذ بلغ معدل عنصر الكادميوم (3.7) ملغم /كغم، في حين بلغ معدل عنصر النيكل (72.9) ملغم /كغم، أما عنصر النحاس فقد بلغ معدله (41.1) ملغم /كغم، أما عنصر الرصاص فقد بلغ معدله (121.8) ملغم /كغم، بينما بلغ عنصر الكوبلت بمعدل (17.8) ملغم /كغم. جميع هذه المعدلات قد تجاوزت المحددات البيئية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية (W.H.O).
٤- وفي ضوء مناقشة تحليل المؤشرات النوعية للمياه في منطقة الدراسة، فقد أثبتت هذه التحاليل وجود إرتفاع قيمها في مياه نهر دجلة والمياه الجوفية، فقد تجاوز البعض منها معدلات الحدود المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية (W.H.O)، ويرجع سبب ذلك إلى تدني تصريف مياه نهر دجلة الذي يزداد تراكيز الايونات المذابة فيه، فضلاً عن عملية غسل الأراضي المتأثرة بالأملاح القريبة من النهر أو في بعض الأحيان تزداد معدلات الأمطار التي تعمل على غسل الأراضي الملوثة المحيطة بالنهر، ومن ثم ترتفع قيم الأوكسجين المذاب (DO) بمعدل (5.5) ملغم/لتر والتوصيلية الكهربائية بمعدل (3.2) ملموز/سم والاملاح الذائبة الكلية بمعدل(105.3) ملغم/لتر والعكورة بمعدل(7.8) NTU، تتأثر نوعية المؤشرات المياه بعملية تصريف المخلفات الصناعية والصرف الصحي ومياه الري والمبازل.
