نوقشت في جامعة تكريت أطروحة دكتوراه للطالب لقمان سطم احمد الجبوري الموسومة (الفصول العشائرية في الجناية على النفس وما دونها في ميزان الشريعة الاسلامية _ محافظة نينوى مثالا).اذ تعود نشأة الفصل في النزاعات الى بداية نشأة البشرية, مع ظهور اول نزاع بشري, بل نستطيع القول ان الفصول العشائرية قديمة قدم البشرية؛ فقد كانت معروفة قبل ان يعرف القضاء؛ بل واعترفت به كل الانظمة التي سادت على هذه الارض, كالحضارات الرومانية واليونانية والاسلامية؛ ولا يخفى على ذي لب, ان الفصل العشائري مبني على المكارمة والتساهل واللين , بينما القضاء مبناه على المكايسة والمغالبة مع الخصم ومن هذا المنطلق اعتبرت الفصول العشائرية صاحبة الدور الكبير في الوصول الى الحلول, ولين الجانب وفض النزاع والتسريع في حل الاشكال الواقع بين المتشاحنين .
ولقد توصلت الاطروحة الى العديد من النتائج اهمها :
1- المشاهد عند عقد تلك الفصول العشائرية هو ان نصل الى الصلح ؛ على أي وجه كان الحكم , لما في الصلح من الخير كله ؛ لكن الصلح يترتب عليه لوازم منها ؛ الحكم الذي ينتهي اليه الصلح , ففي أي نزاع يكون احد الطرفين معتد والاخر وقع عليه الاعتداء .
2- الزمت الشريعة الجاني بدفع الدية عن النفس او ما هو دونها ؛ حتى يقع الحق في نصابه ؛ فينزجر الباغي ؛ ويعوض من وقع عليه الحيف ؛ وذلك هو القسطاس المستقيم , وهو مراد الشارع الحكيم .
3- الواقع هو ان العشائر حين رضيت بجلسات الفصل العشائري للبت في الاحكام ؛ كانت الاحكام مخالفة لما نصت عليها الشريعة المباركة ؛ اذ تحولت الديات الى مقدر نقدي على غير مثال سابق ؛ فنظرت العشيرة الى الوضع المادي للجاني ؛ فالزمته بما يسهل عليه جمعه ودفعه للمجني عليه .


