تمت مناقشة رسالة ماجستير في جامعة تكريت للطالبة زهراء غسان مصطفى بعنوان "الاحاديث المرفوعة في كتاب المغازي للواقدي من غزوة الحديبية الى نهاية باب شأن فداك _ جمعا ودراسة" . وان اهمية الرسالة تكمن في المؤلف في كتب السيرة حيث يعد إماماً في فن المغازي والسير إن كتاب المغازي يعد المصدرالثاني من مصادرالسيرة التي وصلت إلينا بعد كتاب ابن اسحاق ، لذا فإن أحاديث كتابه هذا تحتاج إلى خدمة حديثية من الباحثين كالتخريج لها، ودراسة رواتها، وبيان حكمها ، وان من اهم النتائج التي توصل اليها الباحث ما يأتي:
1_ إن الإمام الواقدي قدم مادة غزيرة في السيرة، ساهمت في الكشف عن جوانب مهمة من التاريخ الإسلامي، واعتمد عليها من جاءبعده من العلماء مثل الإمام ابن سعد وغيره، لذا فهو يعتبر أحد الموسوعات العلمية في تاريخ الإسلام.
2_ يعد الإمام الواقدي من أوائل المؤرخين الذين كان لهم الفضل والسبق في تدوين السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ويعتبر كتابه المغازي مصدراً مهماً من مصادر السيرة النبوية.
3_ اهتم الإمام الواقدي بالإسناد، وجاءت أغلب رواياته مسندة، واستخدم الإسناد الجمعي ليورد أخباراً متصلة متسلسلة بأسلوب سهل ومركز، فلعل هذه الكثرة هي التي أوقعته أحيانا بما نسب إليه من تركيب الأسانيد، والسر في استخدمه الإسناد الجمعي هو طلب الاختصار، ومخافة الطول، وعني بإيراد الآيات القرآنية، وقل استشهاده بالشعر في رواياته.
4_ أن الإمام الواقدي يعتبر ضعيفاً في الحديث، ولكن يكتب حديثه ويروى، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أن الظاهر عدم اتهامه بالوضع كما قال الإمام الذهبي.
5_ أن للإمام الواقدي منهجاً خاصاً في الرواية التاريخية يختلف عن منهج أئمة الحديث، فلا مانع عنده من أن يروي عن شخص مجهول إذا كان الحدث وقع في سلفه أو أحد أفراد عشيرته، أما أئمة الحديث فلا يروون إلا عن الثقة المعروف بالعدالة والصدق، ولعل هذا من أسباب تضعيفه عند المحدثين.
