نوقشت في جامعة تكريت رسالة ماجستير للطالبة نرمين صكبان علوان، الموسومة (أثر الفراء في كتب حروف المعاني حتّى القرن الثامن الهجري).اذ تضمنت الرسالة ثلاثة فصول تسبقهم مقدمة وتمهيد وتعقبهم خاتمة واهم روافد البحث ، أمَّا التمهيد فقد كان التطرُّق فيه عن تعريف الأثر والحرف لغةً واصطلاحًا ثُمَّ تعريف حروف المعاني وجاء بعدهم الحديث عن الفرَّاء ابتدأت ُ بـ : اسمهِ ونسبهِ ، مولده ووفاته ومكانته العلميَّة، ومذهبه النحوي، ثم منهجه في النحو واللغة والنقد، ومؤلفاته، وانتهى بـ : شيوخ الفرَّاء وتلامذته. اما الفصل الأوَّل كان بعنوان (الأدوات النحويَّة العاملة) إذ يشمل داخله ستة عشر مسألة مبتدأ بـ : إلى الزائدة ومنتهي بـ : نصب الجزأيين بـ ليت ـ أمَّا الفصل الثاني فخصص لـ(الأدوات النحويَّة غير العاملة) وكان مضمونهُ عشرين مسألة ، في حين تناول الفصل الثالث الحديث عن (الأسماء والأفعال) حيث يحمل في طيَّاتهِ مبحثين كان الأول للأسماء وقد اشتمل على : أيمن بين الافراد والجمع ، وصولًا بـ : إذ الفجائية والثاني للأفعال وضم في طياتهِ ( التاء والكاف في أرأيتك ، هلم بين البساطة والتركيب ، هيهات بمعنى بعد ، حاشا بين الفعلية والحرفية ، هات بين الاسمية والفعلية ، ليس بين الفعلية والحرفية ) .
وتوصلت الدراسة إلى نتائج عديدة منها :
كان الفرَّاء سماعيًّا في الدرجة الأولى فقد كان في بعض المسائل يعتمد على السماع بقولهِ سمعت بعض العرب تقول وكان متنوعًا فيه من شواهد شعرية أو أقوال العرب. كان يحتجُّ في القراءات القرآنيَّة المتواترة والشاذة مع نسبتها، والضرورة عندهُ ما جاء في الشعر دون النثر، وكان اهتمامهُ في المعنى وسياق الكلام واضحًا. بالرغم من أنَّه كان كوفيّ المذهب إلَّا أنَّهُ يميل في بعض الاحيان إلى المذهب البصري ويوافقهم الرأي من ذلك مسألة الكاف والتاء في (أرأيتك) فكان موافقًا لسيبويه ومن هذا نستنتج ان الفرَّاء قرأ الكتاب لسيبويه واقتنع فيه، ولم يكن متعصبًا لمذهبه بل كان يذهب إلى ما يوافق عقله. يذهب الفرَّاء في بعض المسائل إلى مخالفة شيخهِ الكسائي ويكون متفردًا برأيهِ عن رأي الكسائي. ومن أهمّ هو أن ليس جميع ما نسب إلى الفرَّاء متواجد في مصنفهِ معاني القرآن، وعليه إما أنَّه لم يقلها أو في مصنفاتهِ الأخرى الَّتي لم تصل إلينا.

