نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم اللغة العربية رسالة الماجستير للطالب حسين عبد الأمير محمّد الموسومة (المعايير البلاغية والنقدية في كتاب ديوان المعاني لأبي هلال العسكري ت ٣٩٥).
اذ تسعى هذه الدراسة إلى تقديم نظرة بحثية شاملة في كتاب ديوان المعاني لأبي هلال العسكري (ت: 395هـ) لما يتضمَّن من معايير بلاغية ونقدية مثرية , محاولة لإيصال فكرة كليَّة تحمل في طياتها نظرة أكاديمية علمية عن طبيعة الموضوع, ومن باب الإحاطة به شرعت الدراسة إلى استقراء المادة وجمعها للوقوف عليها ومراجعتها ومعرفة ما انضوى تحتها من معايير بلاغية ونقدية أوردها العسكري في كتابه, معتمداً بذلك على ذائقته النقدية الرفيعة, ويمكن لنا القول إنَّ هذه الدراسة تتوخى الوقوف على أبرز المعايير البلاغية والنقدية وأكثرها حضوراً في هوية الكتاب العامة .
ولقد توصلت الرسالة إلى العديد من النتائج اهمها :
1_ مزج العسكري في كتابه بين القضايا البلاغية والنَّقدية مثل حديثهِ عن الاستعارات الحسنة, وإصابة التشبيهات, والإجادة في التقسيم, والتتميم الحسن, والجناس, وغيرها , وهذا الامتزاج قد يغني الباحثين عن كثيرٍ من الكتب والقضايا ذات الصلة .
2_ حَظيت البلاغة وقضاياها أهمية كبيرة لدى العسكري ؛ كونها خيرَ معينٍ للناقدِ حين يشرع للنقدِ ويتصدى له
3_ شملت مختاراتُ ديوان المعاني الشعر والنثر معاً وقد أخذَ العسكري بإطلاق معاييره النقدية عليها, وقيامه بتحليلها وشرح الكثير منها فضلاً عن تفسير الكلمات الغريبة التي ترد في نصوص الشعراء , وهذا يدل على سعة ثقافته الأدبية ورجاحة علومه .
4_ سعة إطّلاع العسكري على النَّتاج الشعري وامتلاكه حساً نقدياً رفيعاً ورؤيةً متكاملة في الإبداع , مكَّنته من إصدار الأحكام النقدية على المختارات الشعرية والتمييز بين الجيّد والرديء من الشعر والنثر.
5_ ضمَّن العسكري في كتابه كُل ما هو " جيّد اللفظ وبارع المعنى " ولم يلتفت إلى الساقط المستهجن من الشعر والنثر, وقد يورد بعضاً منه ليدلَّ على العيب فيه .



