رسالة ماجستير في كلية التربية للبنات تبحث الموقف السعودي من التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا 1911-1951

  • باركود شكاوى المواطنين:

نوقشت في كلية التربية للبنات قسم التاريخ يوم الاثنين الموافق 2022-10-10 وعلى رحاب قاعة القادسية في عمادة الكلية رسالة ماجستير للطالبة سماهر عيسى محمد والموسومة (الموقف السعودي من التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا 1911-1951)

شهدت البلاد العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر مجموعة من التحولات الفكرية والسياسية، ولاسيما مع تعرضها لهجمة شرسة من قبل العديد من القوى الاستعمارية، فكانت الحركة السنوسية واحدة من أبرز تلك الحركات الفكرية التي انتشرت في محيطها العربي والإسلامي منطلقة من ليبيا، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تأسيس قاعدة اجتماعية ذات صلات مع ذلك المحيط، وقد نبهت من مخاطر الضعف الذي أصاب الدولة العثمانية وضعف ولاتها في ولاية طرابلس مما فسح المجال لتغلغل المد الاستعماري الغربي ولاسيما الإيطالي منه، والذي بدأ منذ العقد الأخير من القرن التاسع عشر يتوجه إلى ليبيا بهدف الاستحواذ على أكبر قدر من المصالح الاقتصادية الأمر الذي سمح بتغلغل ذلك المد في البنية الاجتماعية لليبيا.
مع بداية القرن العشرين تسارعت الأحداث العالمية وبدأت مرحلة من التحضيرات من إيطاليا لاحتلال ليبيا وإذ نجحت في إسكات الأصوات التي كانت تعترض على تغلغل نفوذها ولاسيما الاقتصادي من خلال الفساد المستشري بين الولاة ووزراء الدولة العثمانية الذين أسهموا في عزل أي والي يقف أمام مصالحهم المرتبطة مع نشاط المصالح الإيطالية، حتى أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي سرعان ما استسلمت ووقَّعت معاهدة سيئة الصيت تنازلت بها عن ليبيا على وفق ما تقتضيه مصلحتها الاستراتيجية آنذاك، الأمر الذي ترك الشعب الليبي يواجه مصيره، ومع كل تلك التداعيات كانت الحركات الدينية وفي مقدمتها السنوسية سباقة برجالاتها لإعلان الجهاد ضد المستعمر الأجنبي الذي استخدم أشد أنواع البطش والظلم تجاه الشعب الليبي آنذاك.
إن الشعور القومي والحميةَ تجاه البلاد العربية التي خضعت للمستعمر الكافر كانا أمرين مهمين في تاجيج المشاعر المساندة والداعية لنصرة الشعب الليبي ولعل الأماكن المقدسة في الحجاز كانت هي المتنفس الوحيد والملتقى السنوي لجميع مسلمي العالم في وقت الحج لذلك انطلقت المواقف الداعمة للجهاد ضد المحتل الإيطالي من تلك الأرض المقدسة، التي كانت هي الأخرى تشهد تحولات سياسية وحروب من اجل تثبيت أركان الدولة السعودية الثالثة التي قاد حروبها الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن، والذي انتفض لنصرة الشعب الليبي وأعلن الجهاد ضد المحتل نظرا لما تتمتع به العائلة السنوسية من ارتباطات اجتماعية وفكرية مشتركة بين الجانبين لذلك أضحت بلاد نجد والحجاز ملاذا لأغلب زعماء الحركة السنوسية ولأغلب المجاهدين الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي.
تأتي أهمية هذهِ الدراسة لتسليط الضوء على مدة زمنية حافلة بالمواقف التي أبداها عبدالعزيز ابن سعود على وفق مراحل متعددة ابتدأت بالدعم الإنساني وحفاوة استقبال رجال السنوسية ثم إلى استقطاب أغلب رجالاتها والاستفادة من خبراتهم في إدارة الدولة في الجوانب السياسية والعسكرية والاجتماعية، حتى أصبحت دولته ومؤسساتها يديرها العديد من تلك الرجالات والذين اسهموا في تطور العديد من المؤسسات لاسيما المؤسسة العسكرية منها والدبلوماسية، لذلك كان الموقف السعودي موقفا عربيا حاكى المواقف الأخرى التي أعلنتها الدول العربية لنصرة الشعب الليبي فالجانب السعودي لم يتفوق على الجانب العراقي أو الجانب المصري، لكنه تميز في أساليبه وأهدافه فمن تلك الأهداف ما كان شخصي استفادت منه الدولة السعودية الثالثة بقيادة ملكها لاحقا عبد العزيز ابن سعود ومنها أهداف تحققت لحركة المقاومة الليبية فهي كانت أحوج للدعم في الميادين كافة.
إن سمو الأهداف المشتركة جعلت من ذلك الموقف طريقا نحو تحقيق استقلال ليبيا بدعم بريطانيا ومؤازرة سعودية في الميدان العسكري والميدان الاجتماعي والدبلوماسي حتى نالت الاستقلال في عام 1951.
تم تقسيم الدراسة إلى تمهيد بعنوان (أهمية موقع ليبيا وكيانها الاجتماعي وصلاتها مع الحجاز1830-1910)، إذ تضمن قراءة وتحليلاً لعوامل ظهور الحركة السنوسية وارتباطاتها الاجتماعية ببعض العائلات التي سكنت الجزيرة العربية ولاسيما منها الأدارسة في تهامة وعسير. بينما تناول الفصل الأول بالدراسة والتحليل (الاحتلال الإيطالي لليبيا وظهور حركة المقاومة ضده للمدة من عام 1911-1924). إذ عالج بداية حركة المقاومة والموقف السعودي تجاه تداعيات الأحداث في ليبيا وإعلان الجهاد من الديار المقدسة نصرة للشعب الليبي المسلم، فيما بين الفصل في محاوره سمو العلاقة بين ابن سعود واحمد الشريف السنوسي في المدة من عام 1924-1933.ثم خُتم الفصل بأهم الأحداث والمعالجات التي أبدتها السعودية تجاه الحرب الدائرة في ليبيا. ودعم حركة المقاومة الليبية بقيادة شيخ المجاهدين عمر المختار في المدة من عام 1923- 1931.
اما الفصل الثاني فقط تضمن ثلاثة مباحث تناولت بالدراسة والتحليل (موقف المملكة العربية السعودية من تطورات القضية الليبية في المدة 1932-1939),إذ كان لدور الملك عبد العزيز ابن سعود اثرٌ كبيرُ في استقطاب رجالات الجهاد الليبي للمدة من عام 1929-1943. والذين أسهموا في بناء مؤسسات حكمه السياسية والعسكرية، واسهموا في تطوير الجيش السعودي. في حين عالج الفصل الدور السعودي في الاعداد لتكوين جيش ليبي في مصر بدعم سعودي مصري بريطاني استعدادا لتحرير الأرض الليبية
أما الفصل الثالث فقد تناول بالدراسة والتحليل التاريخي (لمراحل الدعم السعودي لنيل ليبيا استقلالها بقيادة الأمير محمد ادريس السنوسي) إذ كان الموقف السعودي موقفا متميزا فقد تطابقت الرؤى بين العراق ومصر والمملكة العربية السعودية لنصرة ليبيا في المحافل العربية والدولية حتى نالت استقلالها.
اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر العربية والمعربة والبحوث والدراسات والرسائل والأطاريح الجامعية التي عنيت بدراسة تلك المدة بتفاصيلها المهمة وحيثياتها السياسية والاجتماعية والثقافية.
إن الدراسات الأكاديمية تعترضها العديد من الصعاب ولاسيما ندرة المصادر التي تحدثت عنها وبالتحديد المصادر التي وقت ذلك الموقف وصعوبة الحصول على المصادر من الجانب السعودي وارتفاع أسعارها كان سببا في ضغط الدراسة بهذا الشكل.

WhatsApp Image 2022-10-10 at 2.34.23 PM 488df

WhatsApp Image 2022-10-10 at 2.34.24 PM 1215b

Related Articles

Copyright © Free Joomla! 4 templates / Design by Galusso Themes