نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم الجغرافية اليوم الثلاثاء الموافق (2022/10/4) رسالة الماجستير للطالب محمد خلف عطيه الموسومة (أثر المناخ في توطن بعض الامراض الانتقالية في محافظة كركوك).
إن للمناخ أثراً كبيراً على صحة الإنسان من خلال بعض الأمراض التي تصيبه ، ويكون تأثير المناخ أمَّا بشكل مباشر على الوظائف الداخلية لأجهزة جسم الإنسان وينتج عن هذا التأثير مجموعة من الأمراض( كلفحة الشمس، التشنجات الحرارية، ضربة الشمس ، عضة الصقيع)، وأمَّا التأثير غير المباشر فيتمثل في دور المناخ في توفير البيئة الملائمة والظروف المناسبة لتكاثر الطفيليات والجراثيم والفيروسات وفي تكاثر الكائنات الناقلة للأمراض ، فالمناخ بعناصره له تأثيٌر كبيرٌ على حياة ونمو وتكاثر مسببات الأمراض فضلاً عن نواقل الأمراض ، فلكل مسبب وناقل متطلباته مُناخية من درجة حرارة ورطوبة وأمطار ورياح مما أدى هذا الأمر إلى اختلاف موسمية الأمراض فأصبحت هناك أمراض خاصة بفصل الشتاء، وأخرى ارتبطت بفصل الصيف وأخرى تزداد في فصل الربيع والخريف، و ظهر من خلال التوزيع الجغرافي للأمراض المتوطنة في المحافظة هو ارتفاع عدد الإصابات في مركز المحافظة (قضاء كركوك) وذلك بسبب عدد السكان وارتفاع الكثافة السكانية والتركز السكاني
وقد توصلت الرسالة الى نتائج عديدة منها :
1- أظهر البحث أنَّ لعناصر المناخ تأثيراً كبيرا في توزيع الأمراض وموسميتها ولهذا تركزت الإصابات وبلغت قمتها في الفصول التي تلائم المسبب والناقل للإمراض، حيث تبين أعلى معدل للإصابات بمرض التيفوئيد في منطقة الدراسة خلال موسم الصيف ،أمَّا أعلى معدل للإصابة بمرض الجدري المائي فظهرت في موسم الربيع ، كما سجّلت أعلى معدل للإصابة بمرض الليشمانيا الجلدية (حبة بغداد) ومرض ذات الرئة في موسم الصيف ، كذلك أعلى معدل للإصابة بمرض حمى مالطا ظهرت خلال موسم الربيع والصيف.
2- عند تطبيق معادلة الارتباط ( بيرسون ) ظهر أنَّ هناك ارتباطاً طردياً متوسطاً وضعيفاً بين عناصر المناخ والأمراض، كالارتباط الايجابي بين درجة الحرارة الاعتيادية والرطوبة النسبية والأمطار وعدد الإصابات بمرض ذات الرئة والجدري المائي ، في حين أظهرت أمراضاً أخرى علاقة ارتباط عكسي كارتباط نفس الأمراض أعلاه بعلاقة عكسية مع درجة الحرارة الصغرى ودرجة الحراة العظمى والإشعاع الشمسي الفعلي، لأنَّ مسبب هذه الأمراض لا يتحمل درجات الحرارة العالية، والرطوبة المنخفضة.
3- هناك علاقة الارتباط طردية بين درجات الحرارة العظمى ودرجة الحرارة الصغرى والسطوع الشمسي الفعلي وما بين مراض التيفوئيد وحمى مالطا. وقد تبين بأن هناك علاقة حقيقية ما بين بعض العناصر المناخية والأمراض وبعيده عن الصدفة حيث كانت قيمة (T) المحسوبة من المعادلة أكبر من قيمة (T) الجدولية كالعلاقة ما بين مرض التيفوئيد ودرجة الحرارة العظمى إذ بلغت قيمة المحسوبة (3.514), والمحسوبة لمرض ذات الرئة ( 1.998).










