نوقشت في جامعة تكريت اطروحة دكتوراه للطالب وسمي صويلح سلطان الجميلي ، الموسومة (العلاقات الأمريكية – الإيطالية 1919-1929) .قد شهدت القارة الاوربية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بروز أنظمة دكتاتورية شمولية ناقمة على الأوضاع الراهنة، وكانت تطمح لرد الاعتبار لنفسها ولدولها في استعادة مكانتها الدولية ولاسيما إيطاليا والمانيا. وجد الأمريكان إلى أن صعود الفاشية للحكم في ايطاليا قد يلبي طموحاتهم في القضاء على البلشفية، وإشاعة الاستقرار في البلاد، وذلك بعد إنهاء كل وجود للبلشفية في البلاد، وعلى هذا الأساس بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدعم اللازم لإيطاليا الفاشية، على الرغم من دكتاتورية النظام السياسي القائم فيها. لذلك اختار صانعو السياسة الأمريكية تغيير سياسة الرئيس ولسون تجاه إيطاليا عبر دعم أولئك الساسة الموجودين في المجتمع الايطالي، الذين يعتقدون انه يمكن أن يسود الاستقرار اللازم لبدأ إعادة الإعمار في البلاد عبر التصدي للبلشفية والبلاشفة، لذلك اعتقدوا أن اليسار هم المجموعات الوحيدة المستبعدة من التعاون معهم، على الرغم من رغبتهم بإشاعة الاستقرار في إيطاليا خشية الساسة الأمريكان من قيام الثورة في ايطاليا. لذلك رحبت واشنطن باستيلاء موسوليني على السلطة عام 1922.
وتوصلت الاطروحة الى نتائج عديدة منها :
1- لقد شكلت العلاقات الأمريكية – الإيطالية 1919 – 1929 في أثناء مدة الدراسة مواقف متباينة، إذ وقفت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى مع دول التحالف في نيسان عام 1917، التي كانت إيطاليا جزءً منه بعد أن اتخذت جانب الحياد في بداية الحرب بسبب رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في استنزاف الطرفين لقدراتهم العسكرية، على الرغم من دعمها السري لدول التحالف، فهي لا تريد إضعاف ألمانيا فقط، بل أرادت إضعاف دول التحالف بريطانيا وفرنسا وايطاليا، كي تظهر نفسها ونفوذها كقوة عالمية عليها.
2- اصطدمت الطموحات الإيطالية في مفاوضات معاهدة فرساي بمصالح دول الحلفاء الاخرى (بريطانيا وفرنسا) بالحصول على مكتسبات ومغانم من الدول المنهزمة حسب اتفاقية لندن في نيسان 1915، إذ وقف الرئيس الأمريكي وودرو ولسون ضد الطموحات الإيطالية بطرحه لنقاطه الأربعة عشر التي على أساسها تم التفاوض، إذ لم تحصل إيطاليا على ما وعدها الحلفاء به عند مشاركتها في الحرب بحصولها على ميناء فيوم على البحر الادرياتيكي وعدم حصولها على مستعمرات في القارة الإفريقية إسوة بفرنسا وبريطانيا.
3- إصرار الرئيس الأمريكي على عدم التعامل مع الأنظمة القديمة في أوروبا ولاسيما في إيطاليا بعد أن رأى فيها أن الاضطرابات تعصف في تلك الدول وعجزها عن تغيير أوضاع بلدانها، لذلك دعمت الولايات المتحدة الأمريكية قوى التغيير الجديدة لاستبدال الحكومات القديمة الفاسدة التي أصبحت غير قادرة على فعل شيء في بلدانها.
4- بسبب عدم حصول إيطاليا على ما وعدت به من مغانم الحرب العالمية الأولى، وشعور الايطاليين بخيبة الأمل في مفاوضات مؤتمر فرساي، شجع هذا الأمر على ظهور حزب فاشي متطرف استمال تعاطف الجنود المسرحين والقوميين الإيطاليين وهو الحزب الفاشي الإيطالي بقيادة بينيتو موسوليني ليحل محل الأحزاب الديمقراطية القديمة التي فرطت بحقوق إيطاليا بعدم حصولها على أي مكسب من الحرب، على الرغم من التضحية الكبيرة التي قدمها الإيطاليون التي بلغت (600) ألف قتيل من الجنود ومئات الآلاف من الجرحى، فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة.
5- دعم الولايات المتحدة الأمريكية للفاشية على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة ديمقراطية وتدعي حمايتها للنظام الديمقراطي، فقد دعمت النظام الجديد في إيطاليا وهو نظام دكتاتوري شمولي موغل بالجريمة والعنف واستولى على السلطة في إيطاليا بالقوة، وهذا مؤشر على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وفق مصالحها فقط، ولا علاقة لها بشكل النظام الحاكم بقدر تعلق الأمر بمن يحقق ويضمن مصالحها.










