نوقشت في جامعة تكريت رسالة ماجستير للطالب خلف عبدالله محمد السبعاوي الموسومة (التحليل المكاني للمياه الجوفية في ناحية العباسي وإمكانية استثمارها).اذ تقع منطقة الدراسة غرب قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك بمحاذاة نهري دجلة والزاب الصغير بين دائرتي عرض (.07'.48"°35( و (35°.32'.13")شمالاً وخطي طول (43°.32'.13") و (43°.42'.44") شرقاً, وتبلغ مساحتها الكلية (514.7) كم2, واوضحت الدراسة تأثير الخصائص الطبيعية على المياه الجوفية ، وتناولت الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه ومدى صلاحيتها للاستخدامات المختلفة اضافة الى امكانية استثمار المياه الجوفية في منطقة الدراسة.
ولقد توصلت الرسالة إلى العديد من النتائج اهمها:
1- يمتاز المناخ في منطقة الدراسة بأنه انتقالي بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي الحار ويلاحظ التباين الكبير في الظروف الجوية بين فصلي الصيف والشتاء, ويزداد تأثير الاشعاع الشمسي على منطقة الدراسة في فصل الصيف مما يقلل من كميات المياه المتسربة نحو الخزانات الجوفية بينما يقل تأثيره شتاءً ويبلغ المعدل السنوي للإشعاع الشمسي (8.3) في محطة كركوك و (8.1) في محطة بيجي, أما درجات الحرارة فتتباين كثيراً بين فصلي الصيف والشتاء وقد بلغ معدل درجات الحرارة الشهرية للمنطقة (22.9) م°, أما المعدل السنوي لسرعة الرياح فقد بلغ (3.2) م/ ثا في محطة كركوك, و (1.6) م/ ثا في محطة بيجي, في حين بلغت معدلات الرطوبة النسبية (%45.3) في محطة كركوك و (%48.2) في محطة بيجي, أما الأمطار فقد بلغ المجموع السنوي لها (328.6) ملم في محطة كركوك, و (183.5) ملم في محطة بيجي, بينما بلغ المجموع السنوي لكمية التبخر في منطقة الدراسة (2650) ملم في محطة كركوك و(2513) ملم في محطة بيجي, واتضح من خلال الدراسة التباين الكبير بين معدلات العناصر المناخية وتذبذبها بين فصل واخر مما يؤدي إلى تغيير في مناسيب المياه سواء بارتفاع أو بانخفاض هذه المناسيب الأمر الذي يؤثر على كمية المياه الجوفية ونوعيتها.
2- اتضح من خلال التحاليل المختبرية للخصائص الفيزيائية لمياه عينات منطقة الدراسة أنَّ درجات الحرارة للمياه الجوفية تراوحت بين (9.5 م°- 18 م°), أما الطعم فيتباين بين (ضعيف الملوحة ومتوسط الملوحة وعالي الملوحة) , أما اللون فمياه منطقة الدراسة عديمـــة اللــــون ولجميع
العينات, في حين تراوحت قيم الشفافية للمياه بين (2 – 8), وأما الرائحة فهي اعتيادية لأغلب آبار منطقة الدراسة, بينما تراوحت قيم التوصيل الكهربائي EC بين (2040 – 11940) مايكروموز/ سم, أما فيما يتعلق بالخصائص الكيميائية للمياه الجوفية في منطقة الدراسة فقد تراوحت قيم العكورة لهذه المياه بين (0.3 – 7.3), أما قيم الآس الهيدروجيني PH فقد تراوحت بين (7.1 – 8.9), وبالنسبة للاملاح الصلبة الذائبة T.D.S فتراوحت قيمها بين (1324 – 7761) ملغم/ لتر, أما العسرة الكلية T.H فتراوحت قيمها بين (1250 – 4850) ملغم/ لتر حيث تعتبر عسرة جداً, وفيما يخص الآيونات الموجبة فقد تراوحت قيم الكالسيوم بين (700 – 2100) ملغم/ لتر, والمغنيسيوم بين (350 – 3400) ملغم/ لتر, والصوديوم بين (106 – 2800) ملغم/ لتر, والبوتاسيوم بين (100 – 16700) ملغم/ لتر, أما الآيونات السالبة فتراوحت قيمها بالنسبة للكبريتات بين (850 – 3350) ملغم/ لتر, والبيكربونات بين (70 – 400) ملغم/ لتر, والكلوريد بين (100 – 36600) ملغم/ لتر, وفيما يتعلق بالعناصر الثانوية فقد تراوحت قيمها بالنسبة للفوسفات بين (50 – 500) ملغم/ لتر, والنترات بين (1500 – 50900) ملغم/ لتر.
3. فيما يخص صلاحية المياه الجوفية للاستخدامات المختلفة بينت الدراسة تفاوت صلاحية عينات مياه آبار منطقة الدراسة لشرب الانسان تبعاً لتركيز قيم العناصر في هذه المياه فنلاحظ صلاحية المياه الجوفية لشرب الانسان بالنسبة لبعض العناصر وعدم صلاحيتها لعناصر اخرى بعد مقارنتها مع المواصفات العراقية والعالمية والامريكية, أما بالنسبة للاستخدامات الزراعية والحيوانية فأن اغلب عينات مياه الآبار وقعت ضمن الحدود المسموح بها, بينما تباينت عينات مياه الآبار في منطقة الدراسة في صلاحيتها للأغراض الصناعية فإذا صلحت هذه المياه لصناعة معينة نجدها لا تصلح للصناعة الاخرى وهذا الأمر يتطلب معالجة لهذه المياه قبل الاستخدام في النشاط الصناعي, وكذلك تتباين صلاحية المياه الجوفية في منطقة الدراسة لأغراض البناء والانشاءات إلا أنَّ اغلب العينات المأخوذة من منطقة الدراسة تقع خارج الحدود المسموح بها لهذه الاغراض.

