نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه للطالب علي حسين حديس الجميلي ، الموسومة (قضاة العراق ودورهم في الحياة العامة في العصر العباسي(132-334هـ/750-945م).اذ تهدف الدراسة الحالية الى تسليط الضوء على قضاة العراق ودورهم في الحياة العامة في العصر العباسي للمدة (132 - 334 هـ/750-945م) وان مؤسسة القضاء قد تطورت في العصر العباسي واصبحت مستقلة ومرتبطة بشكل مباشر في الخليفة حيث يكون هو المسؤول الوحيد في اختيار قضاته كما استحدث منصب قاضي القضاة، وان البعض منهم رفض تولي منصب القضاء ولذلك خوفاً من الظلم ، وهؤلاء القضاة كان لهم دورٌ مهمٌ في الحياة العامة، وذلك لمكانتهم لدى الخلفاء العباسيين الذين أولوهم ثقتهم وكلفوهم بشتى الوظائف الادارية والسياسية الى جانب الاستشارات السياسية والدينية من خلال حضورهم لمجالس الخلفاء، فضلاً لما يمتلكه بعض القضاة من مواهب علمية وادبية كانت لهم فيها مصنفات ومؤلفات مهمة، مما جعل الحاجة ماسة الى دراسة دورهم في الحياة العامة , وقد اعتمدت في اعداد هذه الدراسة على العديد من المصادر والمراجع المتنوعة.
وقد توصلت الاطروحة الى نتائج عديدة منها :
1- إنّ القضاة هم أحد طبقات المجتمع المهمة في العصر العباسي وهم كذلك من الخاصة المقربين من الخلفاء العباسيين حتى وصل الحال في مكانة بعضهم أعلى مكانة من منصب الوزير أحياناً مثل القاضي أحمد بن أبي دواد لدى الخليفة المأمون.
2- إنَّ القضاة رغم سمو طبقتهم وعلوها في المجتمع إلاّ إنّهم لم ينعزلوا في دورهم عن المجتمع في الأمور العامة وساهموا معه في الحياة العامة فضلاً عن دورهم في القضاء .
3- ظل للقضاة مكانة مرموقة في المجتمع على مدى كل العصور الإسلامية ابتداءً من العصر الراشدي والأموي والعباسي وحتى يومنا هذا لأنَّ لهم دوراً في قول الفصل وإظهار الحق في المنازعات الشخصية بين الناس، مما يشير إلى أهمية القضاء وأنَّ حكمته وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية وهو ما يدل على مكانة القاضي ودوره في المجتمع وأنّه الصورة والمِرآة العاكسة له ومقياس تقدمه من خلال تحقيق العدالة بين أفراده.
4- تبين أنَّه على الرغم من كل هذه المكانة المرموقة للقضاة وما يتقاضون من رواتب مجزية ومكافآت من الخلفاء ، إلاّ إنَّ البعض أو السمة الغالبة منهم كانوا يمتنعون أو يعزفون عن تولي منصب القضاء حتى أدخل البعض منهم السجن لرفضه القضاء مثل أبي حنيفة الذي رفض تولي القضاء للخليفة المنصور.


