نوقشت في جامعة تكريت أطروحة الدكتوراه للطالب رامي ربيع محمود، الموسومة (العامل الاقتصادي وأثره على العلاقات الساسانية البيزنطية (224-628م).اذ يوصف الصراع بين الدولة الساسانية والامبراطورية البيزنطية بأنه حالة قديمة ومتوارثة مثلت الصراع بين الشرق والغرب ابتدئها اليونان والاخمينيين ثم الفرثيون والرومان ، ولا شك ان العداء المحكم والصراع الطويل المتمدد لاكثر من اربع قرون (224-628م) تعددت اسبابه ودوافعه ما بين ديني وسياسي، الا ان العامل الاكثر دفعاً لهذا الصراع هو العامل الاقتصادي.وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عديدة منها :
١- كان العامل الاقتصادي السبب الأبرز للصراع بين الدولة الساسانية والإمبراطورية البيزنطية , إذ كان السبب في اندلاع الحرب من جهة , ومن جهة أخرى سبباً في إيقافها عن طريق دفع الإتاوة أو التنازل عن مراكز ذات مردود اقتصادي .
٢- أن معظم الحملات التي قادها ملوك الدولة الساسانية كان هدفها العامل الاقتصادي , وذلك من خلال حصولهم على غنائم كثيرة على مختلف أنواعها فضلاً عن اتاوة كبيرة نتيجة إيقاف الحرب أو عقد الصلح أو التنازل عن مدينة.
٣- لجاءت بيزنطة في الكثير من الأحيان الى استخدام العامل الاقتصادي في الحفاظ على السلام مع اعداءها لا سيما الدولة الساسانية عن طريق دفع الإتاوة وتقديم تنازلات اقتصادية .
٤- لم يكن هدف لدولة الساسانية من حروبها مع الإمبراطورية البيزنطية هو التوسع وإضافة أراضي ومدن جديدة لها , وانما تحقيق مكاسب اقتصادية , وكان ذلك واضحاً من خلال بنود المعاهدات التي يتنازل فيها الملوك الساسانيين عن المدن التي يتم الاستيلاء عليها مقابل دفع بيزنطة للإتاوة , فضلاً عن غنائم الحرب .
٥- كانت الإتاوة تمثل أحد أهم الموارد المالية لخزانة الدولة الساسانية لذلك نرى ان ملوك الدولة الساسانية كانوا يرسلون الحملة تلوا الأخرى ويخضون العديد من المعارك من اجل اجبار بيزنطة على دفعها .
