نوقشت في جامعة تكريت اطروحة دكتوراه الموسومة ((جوزيف ستالين ودوره في السياسة الداخلية في الاتحاد السوفيتي حتى عام 1939)) للطالب (مقداد محمد ياسين).اذ تناولت الاطروحة شخصية ستالين التي تعد من الشخصيات الفكرية والسياسية التي كان لها الدور الرئيس في السياسة الدولية، وتأسيس النظام الاشتراكي، الذي أصبح منافساً للنظام الرأسمالي، فقد اقترن تاريخ بلاده المعاصر باسمه مثلما، اقترن تاريخ بعض الدول بأسماء قادتها، إذ أحدث ستالين تغييراً في تاريخ أمة، وتمكن من نقلها من طور الاقطاع الى الاشتراكية، وأضحى اسمه علامة فارقة لبداية عصر جديد، والذي تمثل بزعزعة الرأسمالية وبزوغ الفكر الاشتراكي، مما شكل انعطافه حاسمة في تاريخ العالم الحديث. حاولت الدراسة أن تجيب على عدة تساؤلات ومنها: كيف لشخص مثل ستالين لم يكمل تعليمه، ولم يتسلم أي منصب حكومي في حكومة القيصر، ولم يمارس السلطة ولا حتى كموظف بسيط أن يحكم دولة كالاتحاد السوفيتي بقبضة من حديد، وأن يُنظَّر ويؤلف، ويصبح من المفكرين والقادة العسكريين في العالم، وقد عاصر في عهده عمالقة السياسة في العالم أمثال ونستون تشرشل وهتلر وموسوليني وروزفلت وغيرهم الكثير.توصلت الاطروحة الى مجموعة من النتائج منها إنَّ الظروف التي عاشها ستالين في طفولته والحرمان الذي عانى منه، أثرت بشكل كبير في مسيرة حياته، لاسيما بعد ان عاش مع المعدمين والمحرومين من ابناء الشعب الروسي، وهذا ما جعلهُ يدرك ان تلك المعاناة يجب ان تنتهي وانهُ يجب انصاف الطبقة المسحوقة من العمال والفلاحين من حالة البؤس والاضطهاد التي هي ميزت واقعها، تلك الظروف أسهمت وبشكل كبير في توجه ستالين نحو السياسة وأدرك ستالين منذ أن كان صبياً عاملاً في مصنع للأحذية، وكان يقرأ الكتب التي تتعلق بالفكر السياسي أَنّ الاشتراكية هي النظام الامثل لحل مشاكل المجتمع الروسي وينبغي للعالم اجمع اذا ما اراد ان يتخلص من الشرور الاجتماعية للرأسمالية، ان يتجه نحو الاشتراكية التي تؤمن الحياة الافضل للشعوب وعلى هذا الاساس اتجه في قراءته للاطلاع على المزيد من الافكار الاشتراكية التي تفضي الى الشيوعية العالمية و قد نجحت سياسة ستالين الداخلية في توظيف كل الامكانيات في البلاد لخدمة مسيرة البناء حتى وصل الامر باسهام المعتقلات والسجون في عمليات الاعمار والبناء والثورة الاقتصادية التي شهدها الاتحاد السوفيتي، لذلك فان استثمار الطاقات حتى المعارضة منها للنظام لخدمة مسيرة البناء في البلاد، يعد من الامور التي ينبغي ان يستفاد من دروسها من قبل الساسة الحريصين على رفعة ومجد بلدانهم. نجحت الدولة في عهد ستالين في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الملكية بشكل عادل على جميع افراد المجتمع الذين كانوا يعانون من الفقر الذي دفعهم للثورة على النظام القيصري. إنَّ الدكتاتورية التي لجأ اليها ستالين إنطلقت من رغبته الكبيرة في إنجاح التجربة الاشتراكية التي كان لها عدداً كبيراً من الاعداء الداخليين والخارجيين، مما تطلب استخدام القوة والشدة للحفاظ على الامن والاستقرار واقامة نموذج راقي للنظام السياسي الشيوعي الذي كان يطمح ان يسود العالم بعد ان يحقق نجاحه بشكل كبير في الاتحاد السوفيتي.و قد اوصى الباحث في دراسته الى ضرورة القيام بمزيد من الدراسات حول هذا العالم الجليل كونه صاحب مؤلفات كثيرة وكبيرة اضافة الىهناك الكثير من المخطوطات التراثية والقيمة والتي تحمل علوما شتى مندثرة وغير معروفه فعلى الطلاب البحث الدقيق والعميق لايجادها واستخراجها للاستفادة منها.


