نوقشت في جامعة تكريت أطروحة دكتوراه للطالب خالد احمد صبح الويس الموسومة (المسألة الصربية 1804 – 1813 وأثرها على العلاقات العثمانية الاوربية).بينت الدراسة تمكن العثمانيين من فرض سيطرتهم على مناطق مترامية الأطراف في البلقان لاسيما بلغراد التي كانت من أهم مراكز الوجود العثماني في البلقان منذ أن سيطروا عليها عام 1389م وقيام الإدارة العثمانية فيها، والتي اتبعت النظام اللامركزي في علاقتها مع مركز الدولة نتيجة سياسة التسامح التي اتبعها العثمانيون خلال وجودهم في البلقان منذ سيطرتهم عليه, إلا أن حالة الضعف التي دبت في أركان الدولة العثمانية وتسلط القوات الانكشارية وتماديها وتسلطها، حاولت صربيا الحفاظ على وجودها القومي والديني.كانت صربيا مسرحاً لأحداث وصراعات طويلة ودامية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل تعدى ذلك على المستوى الإقليمي والدولي, بعد أن تخللت تلك الأحداث سلسلة من المعارك الطويلة، لاسيما التي خاضها الشعب الصربي مع العثمانيين، وقد تركز أغلبها في باشوية بلغراد وبعض المدن والأقاليم المجاورة لها في البلقان، والتي سبق وأن خضع بعضها لدول إقليمية وخارجية حكمتها سنين طويلة، وهذا ما أتاح لهذه القوى التدخل في شؤون صربيا الداخلية وتأجيج الصراع لأسباب مختلفة، ربما كان الديني والقومي أحد أهم مبرراتها التي أظهرتها للصرب.توصلت الاطروحة إلى عدد من النتائج اهمها:إن صربيا كانت تحتل مكانة خاصة في اقليم البلقان من ناحية الموقع الجغرافي الاستراتيجي كونها تتوسط البلقان، وقد امتاز موقعها بأن تكون بوابة الشرق نحو أوربا الغربية، لذلك كانت مسرحاً دائماً للصراع العثماني الأوربي.كانت الانتفاضة الصربية في بداية قيامها ضد الانكشارية وما كانوا يقومون به اثناء تواجدهم في صربيا اساليبهم القسرية التي استخدموها ضد سكان الصرب وتعسفهم في جباية الضرائب، لذلك فالانتفاضة هي ردة فعل على الانكشارية وزعمائهم ولم تكان موجهة ضد السكان العثماني والباب العالي.إن الانتفاضة الصربية الاولى التي بدأت في 1804 كانت في بداية أمرها ثورة فلاحية شعبية ذات طابع محلي طالبت بالتخلص من الظلم والفقر، وقد أخذت بعد ذلك بتوسيع سقف مطالبها عندما طالبت بالحكم الذاتي، وثم تطورات الى المطالبات بالحرية والاستقلال عن الدولة العثمانية.










