نوقشت اطروحة الدكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم التاريخ للطالبة نجاة سامي ياسين الحمداني لقد نال التنوع الجغرافي ومظاهر السطح والموارد الاقتصادية اهتماما كبيرا من قبل البلدانيين إذ عملوا على وصف المدن والاقاليم وذكر التنوع الجغرافي من موقع ومناخ وتضاريس وغيرها من العوامل الجغرافية ومنها وصف مدن المشرق الاسلامي الا انها لم تلقي اهتمام من قبل الباحثين المحدثين يتناسب مع ما صاحبها من تأثير اقتصادي مع حجم المعلومات فضلا عن تأثيرها على الحياة الاقتصادية بشكل خاص، فقد تميز الموقع الجغرافي لمدن المشرق الاسلامي بالتنوع لوقوعه بين المؤثرات البحرية والصحراوية وتضاريس الطبيعية المختلفة فأثرت وبشكل واضح على ازدهار الحياة الاقتصادية في المشرق الاسلامي، لذا تبين ان الموضوع يستحق ان يخصص له اطروحة للوقوف بشكل اكاديمي وانني اسعى الى وضعها في نسق واحد يخدم النهج العام للبحث ويؤكد نتيجة واحدة مفادها ان العامل الجغرافي له اثر بالغ على الاقتصاد وفي ذلك انه يتخذ مساراً مبطناً ومرادفاً للعوامل الأخرى المهمة مثل العوامل السياسية والاجتماعية والعسكرية وحتى الأوضاع الأمنية لأية امة لكنه ايضاً يكون عاملاً يظهر مع جملة مسببات أخرى وهنا تكمن الأهمية في الدراسة والبحث فيما يتعلق بالجوانب الجغرافية ومدى تأثيرها على الجوانب الاقتصادية لذا اثرت ان يكون العنوان (العوامل الجغرافية واثرها على الحياة الاقتصادية في المشرق الاسلامي في القرنين الثالث والرابع الهجريين/التاسع والعاشر الميلاديين (دراسة تاريخية)) مدفوعة برغبتي لمعرفة خفايا العامل الجغرافي ومدى تأثيره على اقتصاد الدولة العربية الإسلامية خلال الفترة التاريخية المحددة، اذ ازدهرت الحياة الاقتصادية في مدن المشرق خلال القرنين الثالث والربع الهجري وذلك لعدة أسباب منها الموقع الجغرافي وكثرة الخيرات منها الأرض الخصبة وكثرة الأنهار والصناعات سواء المعدنية منها او الخشبية والجلدية، كما انها تمتاز بطرق تجارية مهمة منها البرية والبحرية مما ساهم في تطور الحياة الاقتصادية ..
حيث كانت النتائج
1) تبين ان مصطلح المشرق الإسلامي كان يُطلق في القرنين الثالث والرابع الهجريين/التاسع والعاشر الميلاديين على البلاد الواقعة شرق العراق وتحديداً من حلوان الى حوض نهر السند، ويحده من الشمال بحر الخزر ومن الجنوب بحر فارس.
2) تميزت مدن واقاليم المشرق الإسلامي بموقع جغرافي مهم مما جعلها تتنوع بتضاريسها وتفاوت مناخها بين منطقة وأخرى، فضلاً عن وجود الموارد المائية، وهذا التنوع كان له اثراً بالغاً في تطور وازدهار النشاط الاقتصادي بشكل عام
3) ان التنوع الجغرافي وجودة التربة الموجودة ومدى قابليتها على الإنتاج في المشرق الإسلامي ساهم بشكل كبير في تنوع وتعدد المحاصيل الزراعية
4) على الرغم من الازدهار الزراعي الذي شهدته معظم أقاليم المشرق الإسلامي الا ان النشاط الزراعي قد عانى من مجموعة من المشاكل كان سببها تذبذب وعدم استقرار بعض العوامل الجغرافية كموجات البرد، والفيضانات، والزلازل، وفي بعض الأحيان جفاف الأنهار، وغيرها من المشاكل التي أدت الى تراجع وتعطيل الإنتاج الزراعي في أوقات مختلفة الامر الذي نتج عنه حدوث قحط وفقر ومجاعات وادى الى تعطيل شبه كامل للحياة الزراعية
5) ان تنوع التضاريس اوجد السهول الفسيحة ومناطق الرعي الواسعة مما جعل وجود الأعشاب والحشائش امراً حتمياً مما هيأ الغذاء الرئيس للثروة الحيوانية ووجود اعداداً كبيرة من المواشي في اغلب الأقاليم والسعي لتطوير وتنمية عملية تربية المواشي المختلفة، كما ساهمت الموارد المائية من بحار وبحيرات وانهار بوجود ثروة سمكية هائلة كان لها دورها في ازدهار القطاع الاقتصادي.