جرت مناقشة أطروحة الدكتوراه في قسم اللغة العربية بكلية التربية للبنات في جامعة تكريت للطالب ( علي خضير عباس ) والموسومة (نفي الإدراك في فواصل الآيات القرآنية ــ دراسة سياقية ) بينت الدراسة شرحا وافيا لمعنى الإدراك ،والفاصلة القرآنية ،وتحدثت عن السياق ، ووضحت أثر السياق في اختيار الفاصلة القرآنية بأنماط الإدراك المتنوعة، وهذه الألفاظ تندرج تحت مفهوم واسع، ألا وهو مفهوم الإدراك، فنجده حاويا للشعور والسمع والبصر والعلم والعقل والتذكر والفقه واليقين، وهي ألفاظ متقاربة المعاني، بيد أننا نتساءل عن سبب اختيار نفي الشعور في سياق معين عن نفي العلم أو نفي العقل أو البصر وهكذا، وهل يمكننا أن نتصور استبدال لفظ بدل أخيه؟ ولهذا عنيت الدراسة بالسياقات اللغوية والمقامية، وتحديد المعاني لكل إدراك منفي. واتبعت المنهج الوصفي التحليلي على النحو الآتي :النظر في السياق العام للآية المختومة بنفي الإدراك ،والنظر في السياق الخارجي للآية لما يعين على كشف دلالاتها وسر اختيار فاصلتها ، واستخراج المعنى العام للإدراك المحدد لكل آية، ثم المعنى الخاص المنسجم مع سياقها ، واستخراج المتعلق لكل إدراك، وكشف المقدر منه، والمحذوف على السعة. اضافة الى بيان علة اختيار الفاصلة القرآنية المتمثلة بأحد أنواع الإدراك، ومقارنتها بإدراك آخر لو وضع موضعها، وكشف جمالية اختيار ذلك الإدراك عن سواه. استنتج الباحث عدة نتائج توصل إليها من خلال أطروحته وهي دقائق اختيار الفواصل القرآنية ، ومناسبة الآخر بالأول ، واللفظ بالمعنى المراد ، فتبين العلاقة المعجمية والاصطلاحية لكل لفظة درست ،وسر اختيار الفعل المضارع المنفي كما في ( لا يشعرون ،ما يشعرون ،لا يعلمون ،لا يسمعون ، لا يبصرون ) لتنفي عنهم حدوث الإدراك وتجدده في حالهم ومستقبلهم. أوصى الباحث بضرورة التأمل في الألفاظ اللغوية الوراد ذكرها في القرآن الكريم لاسيما ماله علاقة بالإدراك ، ليستنير العقل ويزداد علما ينتفع منه الناس أجمعين في حياتهم العلمية والعملية .