جرت وعلى قاعة القادسية بكلية التربية للبنات جامعة تكريت مناقشة اطروحة دكتوراه للطالبة( سوسن نعمان كريم )والموسومة ((ملامح المنهج التعليمي في النحو العربي الى نهاية القرن السابع الهجري) وذكرت الباحثة بإنّ الجانب التعليمي هو من أكثر الجوانب وضوحا في الدرس النحوي ، ومن أصرحها بيانا في المرويات التراثية اللغوية ، الأحاديث النبوية الشريفة ، وأقوال الصحابة والخلفاء والولاة ، وكتب التراجم ، حتى بدا أنّ مجمل المنتج النحوي التراثي قام على أساس أنّ النحو علم هدفه تعليم اللغة العربية على وجهها الصحيح في النطق والأداء ، وصيانة اللسان عن الخطأ في تأدية ألفاظها وتراكيبها وأساليبها ، فكان العلماء في النحو غالبا معلمين في المساجد أو القصور أو المدارس أو غيرها من محافل التعليم وإن لم يكونوا كذلك فإنهم يراعون منهج التعليم في بسط للأفكار النحوية في مؤلفاتهم رحمهم الله. اما الهدف من هذه الدراسة فهو بيان أهم الأسباب التي دعت إلى تعليم النحو ، ومعرفة أهم الملامح أو الصفات التي تميزت بها المؤلفات النحوية والتي تدل على أنّ المؤلف لم يكن مجرد باحث علمي يسعى إلى البحث النحوي لذاته ، وإنّما كان عالما يقوم بنفس الوقت بمهمة المعلم ، فكتابه يختصره حتى يسهل على طلبته تحصيل معلوماته ، أو ينظمه في شكل أرجوزة حتى يسهل الحفظ أيضا . كما أنّ الهدف من هذه الدراسة معرفة مدى عناية المؤلف بأساسيات القواعد وبالتعاريف ،أو تخليص كتابه من علل الثواني والثوالث ، ومعرفة الخلافات النحوية والتفصيلات الدقيقة ، هذه الأمور قد تأتي من خلال نص يثيره المؤلف بطريقة النص ، أو حل المشكلات ، أو القياس ، أو الاستقراء، أو المحاضرة ، وبأسلوب تعليمي كالحوار والخطاب ليتبين لنا من خلال هذا البحث تفشي ظاهرة اللحن نتيجة اتساع الرقعة الأسلامية واختلاط الناس العرب بالأعاجم مما أدى إلى الدعوة الملحة من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء وما بعدهما من العصور إلى تعلم النحو ، ونتيجة الدعوة الملحة الى تعليم النحو ، ظهرت كثير من الحلقات التعليمية المختلفة كالكتاتيب والقصور والمساجد . فأدى إلى ظهور محاولات لتعليم النحو بشكل ميسر فوضعوا الكتب المسمات بالمختصرات أو المتون ، واعتماد أصحاب المؤلفات النحوية بالتركيز على طرائق تعليمية ، وأساليب متنوعة لتعليم النحو ، كالطريقة الاستقرائية ، والقياسية ، والتكاملية ، والمحاضرة ، وحل المشكلات ."