نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة تكريت رسالة الماجستير للطالبة المجدة وكفيفة البصر (ايلاف طلعت عثمان) عن رسالتها الموسومة (الوَصفُ الكَمِيّ لِمَفهُومِ القُوةِ وَالضّعفِ فِي حُرُوفِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة).
وتشير هذه الدراسة الى إنَّ الوصف الكمي لمفهوم القوة والضعف في حروف اللغة العربية هو محاولة لتحويل ذلك المفهوم من شكله الاصطلاحي اللفظي الى ارقام تمكن المشتغل في علم الأصوات من معرفة التفاوت في قوة الحرف أو ضعفه، وبالتالي يحصل فهم أكثر لحدوث ظاهرة لغوية ما بسبب بعض الحروف دون الأخرى بالرغم من أنها تشترك في معظم الصفات أو المخرج، والعملية الحسابية المستعملة لهذا الغرض هي معرفة النسبة المئوية لصفات القوة أو الضعف بالنسبة إلى مجموع الصفات لكل حرف من حروف اللغة العربية.
ولقد توصلت الرسالة الى عدد من النتائج اهمها:
1- يمكن أن نضع وصفًا كميًّا لمفهوم القوة والضعف لحروف اللغة العربية، وهذا الوصف الكمي يمثل نسبة صفات كل من القوة أو الضعف إلى مجموع صفات الحرف.
2- - بينت الدراسة أن الوصف الكمي كان مطابقًا لوصف بعض العلماء- وهو الغالب- مثل إنَّ الطاء أقوى الحروف والهاء والفاء والثاء والحاء اضعفها.
3- يذكر كثير من العلماء أنَّ حرف الهاء من أضعف الحروف، في حين أنّ نتائجنا قد بينت أنّ هناك حروفًا يتساوى وصفها الكمي مع الهاء وهي الفاء والحاء والثاء، ولعل وصف العلماء للهاء بالضعف دون غيرها لكونها حرف خفيّ؛ لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها، ولِخفاء الهاء قووها بالصلة والزوائد، وكذلك لبعد مخرجها وتجنب الكلفة في نطقها، وفي الفاء والحاء والثاء صفة الظهور الذي هو ضد الخفاء.
4- إنَّ الأساس الذي اعتمد عليه القدماء في مفهوم قوة الصوت وضعفه هو الجهد الذي تبذله أعضاء آلة النطق، ولم يغفلوا الجانب السمعي من خلال وصفهم بالجهر والهمس، وأما المحدثون فإنَّ أساس مفهوم قوة الصوت وضعفه عندهم يعود إلى قوة الوضوح في السمع ودرجة إسماعها، ولذلك فإن هذا الوصف الكمي هو معنى بوصف مفهوم القوة والضعف الناتج عن صفات الحروف وهي انعكاس لما تبذله أعضاء النطق من جهد عند النطق بالحرف.
5- استطاعت الدراسة أن تصنف الحروف على أساس درجة القوة والضعف على خمسة أقسام، وهذا التقسيم من حيث الاصطلاح قد سبق به بعض علماء التجويد كالمرادي والنابلسي وهي: (قوي مطلقا / ضعيف مطلقا/ قوي نسبيا/ ضعيف نسبيا)، لذلك فإن دراستنا صنفت الحروف على أساس قيم نسب القوة والضعف فيها على تلك الأصناف المذكورة.