نوقشت في جامعة تكريت/كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة ماجستير للطالب فؤاد مطر محمود السبعاوي الموسومة (الجهود الصوتية عند أبي الحسن علي بن أحمد الغزَّال ( ت 516هـ ). هذه الرسالة هي جهود عالم من علماء القرن الخامس ، وبداية القرن السادس للهجرة ، أفنى عمره في خدمة لغة القران وعلومه ، وقدم لنا جهداً كبيراً يستحق الإشادة والتقدير ، وهذا العالم المشرقي (النيسابوري) هو أبو الحسن علي بن أحمد الغزَّال (ت516هـ) في مجال علم الصوتيات.ومن المعروف أن دراسات صوتيات الأجداد مأخوذة اليوم من كتبهم في مجال التلاوة وخاصة القراءات ، وكتب الغزَّال العديد من الكتب المهم في هذا المجال ، وهما كتابان منشوران :
- المرشد في القرآن للأداء والبيان .
- الوقف والابتداء
لقد اعتمدت على هذين العملين للحديث عن جهوده الصوتية ، إذ هما أهم ما كتبه ووصل إلينا في علم الصوت ودراسة القراءات ، وقد تم تقسيم هذا العمل على تمهيد ، وثلاثة فصول على النحو الآتي :
التمهيد : وتحدثت فيه عن الغزَّال : اسمه ونسبه ، وخلقه ومذهبه وعلمه ، وشيوخه وتلاميذه ، ووفاته ، حديثاً مختصراً ، لأن مَنْ درسه قبلي ذكر التفاصيل .
والفصل الأول : إنتاج الأصوات اللغوية وأسس تصنيفها ، وقسمته على ثلاثة مباحث ، المبحث الأول : أعضاء آلة النطق ، والمبحث الثاني : كيفية تَكَوُّنِ الصوت ، والمبحث الثالث : تصنيف الأصوات اللغوية .
والفصل الثاني : دراسة الأصوات العربية عند الغزَّال مفردة (على مستوى التحليل) ، وقسمته على ثلاثة مباحث أيضاً ، المبحث الأول : عدد مخارج أصوات العربية عند الغزَّال ، والمبحث الثاني : مخارج الأصوات الجامدة (الصامتة) وصفاتها عند الغزَّال ، والمبحث الثالث : مخارج الأصوات الذائبة (المصوتة) وصفاتها عند الغزَّال .
والفصل الثالث : دراسة الأصوات العربية عند الغزَّال في السلسلة الكلامية (على مستوى التركيب) ، وقسمته على مبحثين ، المبحث الأول : دراسة الأصوات الجامدة (الصامتة) على مستوى التركيب عند الغزَّال ، والمبحث الثاني : دراسة الأصوات الذائبة (المصوتات) على مستوى التركيب عند الغزَّال .
وكان منهج الدراسة هو البدء بذكر قول الغزَّال، ثم توضيح القول ، ثم آراء علماء العربية والتجويد في المسألة ، ثم عرض رأي أبي الحسن الغزَّال على تلك الآراء ، وفي الختام الخروج بنتيجة البحث لكل مسألة .
أخيرًا لا بد لي من الإشارة إلى أن الدراسة الحالية سلطت الضوء على شخصية الغزَّال العلمية في مجال الصوت حيث بذل جهودًا كبيرة في تكوين الصوتيات العربية والتعامل مع أفكارها ، وله آراء قيمة في هذا المجال .
وابرز النتائج التي توصلت اليها الرسال
- 1. يمكن عدُّ الغزَّال من أوائل علماء التجويد الذين ذكروا أثر الحنجرة في إنتاج الأصوات اللغوية.
- 2. وكذلك هو من أوائل علماء التجويد الذين بينوا أثر الحجاب الحاجز في انتاج الأصوات اللغوية .
- انفرد الغزَّال بتبيين سبب حدوث الصوت ، وخروجه من الرئة مروراً بالقصبة الهوائية التي يكون لها أثر كبير في تصفيته لشكلها المحزز ، وكذلك بقوله: ( وهذا بُدُوُّ صوت لم يستكمل ) ، أي أن الصوت لم يصل للحنجرة إلى الآن
- انفرد الغزَّال بتشبيه النَّفس بالخرير ، وذلك بقوله : "فحدثت فيه حركة لها دويٌّ فيه كُدُورَة مثل الخرير، ثم اندفع ذلك الدَّويُّ صاعداً للضغط الذي يَحْفِزُهُ" ، وأن الصوت لا يحدث إلا بهواء الزفير
- يُعد الغزَّال أول من صنف الحروف الفرعية إلا ثلاثة أقسام : مستحسنة ومتوسطة ومطرحة مرذوله .