نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم اللغة العربية اليوم الاثنين الموافق (14/11/2022) رسالة الماجستير للطالبة وجدان حميد ابراهيم الحمداني ، الموسومة (علم البيان في كتاب البناية في شرح الهداية للعيني(ت:٨٥٥ هـ).
أخذ علم البيان حيزاً كبيراً في الدراسات بوصفه مصطلحا بلاغياً ونقدياً, فموضوعات الأحكام الفقهية لم تنل الاهتمام الكافي في الدراسات البلاغية, على الرغم من إن علم البيان له مكانة ودور كبير في هذا المقام بهدف توضيح المبهم, وإظهار ما خفي من الأسرار البلاغية في بيان الأحكام الفقهية. ومن أهم المصادر التي استخدمت في الدراسة : معجم تهذيب اللغة للأزهري, والصحاح للجوهري ، ومن كتب الأدب والبلاغة (دلائل الإعجاز للجرجاني ومفتاح العلوم للسكاكي)، ومن كتب شروح الحديث (معالم السنن للخطابي, المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي) ومن الكتب الفقهية ( الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني, ومختصر القدوري) .
وقد توصلت الرسالة الى نتائج عديدة منها :
-يعد كتاب البناية شرح الهداية موسوعة فقهية، ولغوية، وبلاغية؛ فتبين من خلال البحث إن علم الفقه كان من العلوم المحتضنة لعلم البلاغة، فعلم البيان جزء لا يتجزأ من علم الفقه في صحة الحكم الشرعي، فضلاً عن استعانة أهل الفقه بعلم البلاغة لاستنباط الأحكام الشرعية.
-أفاد علم الفقه من علم البيان في تقوية المسائل بالأدلة والحجاج وترجيح المسائل المختلف فيها بين الفقهاء ، فمن خلال مسائل التشبيه، كمسالة الطلاق واختلافهم في قول الرجل لامرأته (أنت طالق مثل رأس الإبرة.
-للمجاز وأقسامه دور كبير في بيان الأحكام الفقهية، ففي الاستعارة ذكرنا المسائل البيانية منها مسألة (حرمة المال كحرمة النفس) ومسألة مهنة القضاء، والمجاز العقلي الذي يعرف بالأسناد، كعلاقة المفعولية كمسألة الزنا وبيان الحكم الشرعي فيها، واظهرت الدراسة إن المجاز المرسل الأكثر وروداً في كتاب البناية شرح الهداية فالمسائل الفقهية كان لها النصيب الأوفر من خلال علاقاته، منها العلاقة السببية كمسألة صلاة المرأة دون خمار، والعلاقة الجزئية في مسألة الطلاق كقول الرجل لزوجته (رقبتك طالق ، أو عنقك طالق... الخ).
-الكناية والتعريض يعدان من ألوان علم البيان فمن خلال الأمثلة التطبيقية وبيان مدى علاقتها بالحكم الفقهي، كما جاء في الكناية عن صفة، كمسألة الربا (الكناية بلفظ اليد عن القبض)، ومسألة البلوغ، والكناية عن موصوف، كمسألة الجماع بالأتيان، أما التعريض فالعيني عرضه كمصطلح بلاغي ووضحه بأمثلة منه التعريض بالخطبة.
-بينت الدراسة بأنه قد يجتمع أكثر من لون بياني في الشاهد الواحد، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الأسرار البلاغية وجمال اللغة العربية وسعتها.
