نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية قسم التاريخ اطروحة الدكتوراه للطالب محمود دخيل علي القيسي ، الموسومة (إدارة الأزمات في الدولة العربية الاسلامية (1-40هـ/ 622-661م ) - دراسة تاريخية).اذ تُعد الازمات سمة من السمات الملازمة لقيام الدول, وقد نالت الدولة العربية الاسلامية نصيبها من تلك الأزمات؛ لكنها استطاعت من إدارتها بكفاءة ومهنية عالية, واستطاعت تجاوزها بأقل الخسائر, وهذا ما يميز إدارة الأزمات في الدولة العربية الاسلامية. وقد اثبتت الدولة العربية الاسلامية مُنذ قيامها إلى نهاية العصر الراشدي-موضوع الدراسة- قدرتها على التعامل مع الأزمات على مختلف انواعها بمرونة تامة, ووفق معايير مهنية ترتقي إلى علم إدارة الأزمات في وقتنا هذا؛ والسعي إلى معالجة الأزمة عن طريق تحديدها وتطويقها دون اللجوء إلى إدارة الأزمة بالأزمة, وهذا يُحسب للإدارة الاسلامية في مواجهة الأزمات. ومن مميزات إدارة الدولة العربية الاسلامية للأزمات, سعيها إلى تحديد الأزمة في وقت مبكر دون تجاهلها, والعمل على تشكيل فريق الأزمة الذي يترأسه القائد الأعلى المتمثل بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخليفة من بعده, ويمتلك فريق الأزمة صلاحيات محددة, مع سهولة الرجوع إلى القيادة.
وقد توصلت الاطروحة الى نتائج عديدة منها :
1- أن علم إدارة الأزمات كان معمولاً به في الدولة العربية الاسلامية في وقت مبكر من تأسيس الدولة؛ غير أنه كانت تنقصه التسمية كما يطلق عليها في الوقت الحاضر, فكل اساليب إدارة الأزمات الحديثة معمول بها ذلك الوقت.
2- اثبتت الدراسة إن العمل في إدارة الأزمات كان يقوم على الشورى والعمل الجماعي وبروح الفريق.
3- اثبتت الدراسة إن اختيار فريق للأزمة كان من سِمات إدارة الأزمات في الدولة العربية الاسلامية.
4- توصلت الدراسة إلى أسماء بعض فرق الازمات التي تم تشكيلها ذلك الوقت, وتم ذكر اسمائهم وترجمتها.
5- اثبتت الدراسة انه لم يكن الاعتماد على الوحي في كل شيء كما يتصور البعض, لا سيما في عصر الرسالة, فقد ترك الوحي فسحة للتصرف يُقومها احياناً ويقرها مراراً كما هي.
