نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم اللغة العربية اليوم الاربعاء الموافق (٢٠٢٢/٧/٢٠) أطروحة الدكتوراه للطالب نشوان خلف درويش الجبوري الموسومة (الذات في شعر الباخرزي(476هـ)).
اذ يُمثِّلُ الادب العربي مساحةً ثقافيَّةً تستدعي البحث المتواصل بغية الكشف عن الحمولات الثقافية التي تضمَّنها، وإنَّ استحضار الشعر العربي إلى ساحة الاستقراء يُشكِّل فتح مسالك قرائية اضافية واماطة اللثام عن عوالم جديدة في التجارب الشعرية، ومن منظور آخر يمكن فهم النتاج الشعري بأنه صورة حقيقية لتفاعل الشاعر مع عموم المؤثرات الثقافية والفكرية الداخلية والخارجية الملتفة حوله، وبالتالي هو صورة مكثَّفة للزمن الذي وجد فيه، ومن هنا يمكن تلقي النتاج الشعري بوصفه نتاجا معبرا عن ذات لها خصوصيتها، كونه تعبير عن وعي واسقاطات لذاكرة جمعية لها خصوصية تلك التجربة، ومن هنا فالشعر يعدُّ وسيلة تتبدى منها الذات المبدعة، لتكشف عن عالمها الغامض، وما يحويه من رؤى تنتج تفاعلها الابداعي مع ما يحيط به من تحولات زمانية ومكانية.
ولقد توصلت الاطروحة إلى العديد من النتائج اهمها:
1- تنوعت تعريفات الذات في المعاجم اللغوية بين معنى النفس، والشخص ، والروح والمشاعر، وكشفت الدراسة أن هنالك فرقا بين بين الذَّات والشخص إذ إنَّ الذَّات أعّم من الشخص؛ لأنَّ الذَّات تطلق على الجسم وغيره، والشخص لا يطلق إلا على الجسم.
2- اظهرت الدراسة أن الذات مفهوما هي : مجموعة من العمليات الادراكية، والتفكير، والتذكر، المسؤولة عن تطویر وتنفیذ خطة عمل للوصول إلى إشباع الاستجابة للبواعث الداخلية، إذ تمثل الذات الانبعاث النفسي للوجود الذاتي الذي یحدد وجود الشخص، وانطباعاته الذاتیة عند نقطة معینة تحرك هاجس الإحساس لدیه.
3- كشفت الدراسة في اطارها النظري أن الذات بمفهومها العام لم تكن بمعزل عن العلوم الاخرى فكانت حاضرة في الفلسفة، إذ اعتنت الفلسفة بمفهوم الذات أيضاً ، وكان للفلاسفة فيها وقفات تناولوا تعريفها والحديث عنها فهي عندهم الإرادة التي تكون نابعة داخل كل فرد، والتي تمكنه من العيش في الدنيا، وتمكنه من البقاء على قيد الحياة، فقد فسروها هنا بأنها القوة الداخلية للإنسان التي تمكّنه من الاستمرارية في الحياة والتكيّف على صعوباتها ومشقاتها.
