تمت مناقشة اطروحة دكتوراه في جامعة تكريت للطالبة نبراس صالح عبد والموسومة(الأبعاد التداولية في معالم التنزيل في التفسير لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي محيي السنة ت(516 هـ).تناول البحث أحدث مسويات التحليل اللغوي ( التداولية) التي تعد أهم فروع علم التخاطب في معالجة ظاهرة القصد والوظيفة وفكرة المعاني الضمنية المحتملة في الاستعمال اللغوي. وقد تضمنت الدراسة المفاهيم التداولية في أربعة فصول مسبوقة بمقدمة كاشفة عن أهمية الموضوع وعلاقته بالخطاب التفسيري ، وتمهيد يستعرض المسار التأريخي للتداولية وحياة البغوي . فقد تناول الفصل الأول ظاهرة الأفعال الكلامية في جانبين الأول: يتناول الجانب التطبيقي لها والثاني يستعرض التطبيق الفعلي المباشر لها حسب تقسيم أوستين، وغير المباشر حسب تقسيم سورل في تفسير معالم التنزيل .وتناول الفصل الثاني ظاهرة الاستلزام الحواري في جانبيه النظري والتطبيقي في التفسير. وكان الفصل الثالث بيانًا لظاهرة متظمنات القول في مبحثين : الأول يستعرض ظاهرة الافتراض المسبق، والثاني يستعرض ظاهرة القول المضمر وبيان محتوى الظاهرتين في معالم التنزيل، وتناول الفصل الرابع ظاهرة الإشاريات في جانبين : الأول تناول الجانب النظري ، والثاني تناول الجانب التطبيقي في التفسير في ثلاثة مباحث : الأول الإشاريات الشخصية الحسية، والثاني الإشاريات الشخصية الذهنية ، والثالث الإشاريات المكانية والزمانية ، وانتهى بخاتمة تلخص أهم النتائج التي توصل إليها البحث منها :
١ ٠ أظهرت الدراسة مدى قدرة المنهج التداولي في الوصول إلى أهم المقاصد لمنتج الخطاب ومتلقيه ، بانفرادها من بين المناهج الأخرى بمبدأ الاستعمال في التحليل اللغوي وأخذه بعين الاعتبار ، بل وعده أهم الركائز الموصلة إلى القصد .
٢٠ تعد هذه الدراسة حلقة وصل بين الدراسات القديمة والحديثة ، فقد تناولت الدراسة أحد مظان تفسير القرآن الكريم وربطت بينه وبين الدراسات اللسانية الحديثة بما فيه من أبعاد تداولية.
٣.أثبت البحث وجود الفكر التداولي عند البغوي كنظرية عامة وبصورة واضحة جلية في مدونته معالم التنزيل ، وذلك من خلال استعراض أبرز أبعداها : الأفعال الكلامية ، والاستلزام الحواري، ومتضمنات القول ، والإشاريات.
٤. هناك تماثل فكري عال بين نتاج فلاسفة الغرب منظري التداولية في دقة ملحوظاتهم حول المعاني المباشرة الحرفية وغير المباشرة الضمنية ، وبين علماء العرب في تقسيمهم اللفظ العربي إلى حقيقي ومجازي .
