نوقشت في جامعة تكريت / كلية التربية للعلوم الانسانية قسم اللغة العربية رسالة ماجستير للطالبة مآثر اكرم عبدالله الموسومة (المكان في رواية حبس الدم).اذ شغل الحديث عن المكان والتغني بجماله مكانًا بارزًا في رواية حبس الدم ، لما يتمتع به المكان من أهمية خاصة في العمل الأدبي بعده عنصرًا أساسيًا، وركيزة مهمة من الركائز التي يتم توظيفها من لدن الروائي لتحقيق الانسجام والتلاحم مع بقية العناصر، وليس مجرد ديكور، إذ يأخذ المكان دلالات متنوعة تختلف باختلاف النصوص المسرودة التي تكشف عن القيمة الجمالية التي تنفرد بها الرواية، ويمكن استجلاء أهميته بالنظر العميق في بنية النص بوصفه عملا مترابطا.وإنَّ تنوع الأمكنة وتعدد الفضاءات يحيل إلى أمكنة واقعية حقيقة، وهي مرتبطة أساسا برؤى الأشخاص الفكرية، فالمكان أهم العناصر الحكائية الفاعلة التي يتم توظيفها داخل البناء الروائي؛ لأنَّه الفضاء الأفقي الذي تدور الأحداث حوله واستخدام المكان له دلالته الخاصة سواء أكان المكان واقعيا أو متخيلا، هذا يساهم المكان ببنيته وخصائصه في تشكيل النسيج الروائي.ولقد توصلت الرسالة الى عدد من النتائج اهمها :
1-إنَّ ما تطرقنا إليه في المدخل حول مفهوم المكان وأبعاده مكَّننا من فهم المبادئ الاستراتيجية والمنهجية التي بُنِى عليها المكانُ في الرواية العربية بصورة عامة على الرغم من عدم وجود إطار منهجي يفيد بدراسة المكان وأبراز تجلياته في الرواية بصورة خاصة.
2-تتبلور مفاهيم المكان الفنية في الرواية بفعل العلاقة الجدلية التي تربطه بباقي المكونات، فدقة المبدع في استعماله يتأسس على ملائمة منطقية وانسجام بنياته ما يتطلب منه برهنة وتحليل ملامح حضور المكان.
3-حاز المكان على رعاية معتبرة بالاستناد إلى دوره الفعَّال في هيكلة المتن، مما يهيئ للقارئ النفاذ إلى عمق التجربة الروائية، اتخذه الروائي ليكون أداة طيعة لديه، فيملأ كل ثغرة من ثغرات النص؛ لذا حاولنا متابعة دلالاته وايحاءاته في رواية"" حبس الدم"" فحلب التي اتخذها نضال الصالح روايته لم تكن مدينة جامدة متهالكة، بل أصبحت تعبر عن رؤية خيالية إبداعية منبثقة من التأريخ والفلسفة، والحضارة، وتخليد للتراث الفكري والثقافي، لا تتوقف عند حد معين، بل كلما وقفنا عندها، زادت الدلالات اتساعًا وعمقًا.
