نوقشت في جامعة تكريت رسالة ماجستير للطالب ميسر محمد نايف العبيدي ، الموسومة (حركات اليسار ودورها السياسي في تونس (أفاق والعامل أنموذجاً) ١٩٦٣ _١٩٧٥).اذ ارتبط ظهور اليسار الجديد وأغلب دول العالم لاسيما العالم الغربي بالصراع الصيني _ السوفيتي الذي اشتد في ستينيات القرن العشرين وتوج بالثورة الثقافية التي قادها ماوتسي تونغ سعياً منه الى تدمير البرجوازيين المندسين في الثورة ووفاءً منه الى فكر ماركس ولينين ذلك الفكر الذي تنكر له الاتحاد السوفيتي السابق عندما قرر زعماء الكرملن التعايش السلمي مع الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الرأسمالية العالمية ولم تكن ولادة تنظيمات اليسار التونسي بمعزل عن ذلك السياق التأريخي العربي والعالمي الذي نشأه في أوروبا عامه وفرنسا خاصة مثل الحركة الماويه والتروتسكيه التي كانت تعد الأحزاب الشيوعية الكلاسيكية أحزاب تحريضيه للفكر الماركسي.
وقد توصلت لجنة المناقشة الى نتائج عديدة منها :
1- حركة آفاق هي نقطه التقاء التيارات الفكرية العلمانية كافه، التي تبحث عن نظام ديمقراطي لإدارة البلاد التونسية بعيدآ عن القمع ومصادر الرأي الاخر لا سيما وان تونس في تلك المرحلة كانت تعيش في ظل نظام تسلطي احتكر الحياة السياسية واقصى التيارات السياسية الاخرى
2- مثلت آفاق التيارات السياسية المعارضة كافه سواءً من إلاشتراكيين او القوميين والشيوعيين، فضلاً عن المستقلين من طلبه الجامعات وفئه الشباب، لذا يمكن عدها حركه اصلاحيه تقدميه تطرح الاشتراكية مشروعآ تنمويآ لبناء تونس وفق المبادئ الديمقراطية والاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
3- تأثرت حركة آفاق بحركات التحرر العالمية التي غزت شباب العالم برمته ومنحتهم المطالبة بالحق الثوري فقد استخلصوا العبره والدروس منها وعمقت لديهم الحس الوطني وغذت وسطهم الفكري والسياسي بأهتمامات أخرى تتجاوز القضايا المحليه ولا سيما تشديدهم على قضايا التحرير والقضية الفلسطينيه التي اخذت جزءا واسعآ من نقاشاتهم واهتماماتهم وكتاباتهم وفاءً منهم لالتزامهم في معاداتهم للامبرياليه ٠
4- تعد حركه آفاق صوت النخبه التونسيه التي وضعت مخططآ شاملآ لإدخال البلاد التونسية في رهانات الحداثه الحقيقيه الا انها لم تتمكن من إبلاغ رسالتها السياسيه والفكريه، وذلك بسبب الاقصاء والقضاء على كل رموزها وقياداتها وبث الشقاق في صفوفها الأمر الذي أدى تلقائياً الى موتها
5- ورثت حركه العامل التونسي هياكل حركه آفاق وعدد مناضليها وبرز جيل جديد وتم التركيز على الخط السياسي للحركة من دون مراجعة الخط العقائدي.
