نوقشت في جامعة تكريت/ كلية العلوم الإسلامية أطروحة دكتوراه للطالب (يوسف عارف جاسم) عن أطروحته الموسومة (منهج الاستدلال العقدي عند الإمامين الرازي (606هـ) وابن كثير (774هـ) في تفسيريهما باب الإلهيات - دراسة مقارنة). تكمن أهمية الدراسة في تسليط الضوء على اشهر كتب التفسير في القرن السابع الهجري ومنها كتاب (التفسير الكبير) للإمام الرازي "606هـ" (رحمه الله) والمشهور بـ( مفاتيح الغيب)، بالمقارنة مع أشهر كتب التفسير في القرن الثامن الهجري والمتمثل بكتاب (تفسير القرآن العظيم) للإمام ابن كثير (رحمه الله) وإبراز ما فيهما من مباحث عقدية لا سما باب (الالهيات) والتي تُعد من أهم المباحث في العقيدة الإسلامية، ببيان كيفية تناولهما لتلك المباحث. هدفت الدراسة إلى محاولة للكشف عن منهج وطريقة الإمامين (رحمهم الله) في الاستدلال العقدي على المسائل والمباحث العقدية، لا سيما المباحث التي تخص جانب (الإلهيات) وبيان مدى اختلافهما أو توافقهما بالتفسير والتأويل في المسائل العقدية، مع إبراز الجانب المنهجي في الاستدلال العقدي عند العلماء المتقدمين في أشهر مؤلفاتهم، كي ينتفع بها طلبة العلم والمربين من الاساتذة والعلماء العاملين عند دراستهم أو تدريسهم أو تأليفهم للبحوث والكتب العلمية، ومن ثُم فهم هذه التفاسير المشهورة فهماً دقيقاً وأكثر عُمقاً من خلال دراستها دراسة مقارنة. وختمت الدراسة بأهم النتائج والتي توصل اليها الباحث وهي كما يأتي :
1- إنَّ المنهج عموماً هو الطريق الواضح البَيِّن، وهو الذي يسلكه المفسّرون أو غيرهم للوصول إلى أهدافهم ومرادهم في تأليفهم وكتاباتهم، ومنها الوصول إلى حقيقة ما حول قضية كلية أو جزئية.
2- إنَّ الاستدلال جانب أساسي في العلوم الإسلامية بصفة عامة، وفي العقيدة الإسلامية بصفة خاصة، ذلكلأنَّ العقيدة الإسلامية قائمة على الحجة والبرهان، وأي عقيدة لا يسندها دليلٌ صحيح تُعَدُّ من العقائد الباطلة.
3- إنَّ حياة الإمامين الرازي وابن كثير(رحمهما الله) جديرة بالدراسة من أجل الإفادة والاستفادة منها، لأنَّ شخصياتهم الفذةُ صنعت أحداثا هامة في عصرها، وأثرت فكرياً في العصور اللاحقة فهم وأمثالهم (رحمهما الله) لا يمكن فهمهم وفهم مؤلفاتهم إلاَّ من خلال سيرهم الذاتية .
4- ينقل الإمام ابن كثير(رحمه الله) في بعض المسائل كلام الامام الرازي(رحمه الله) دون تعقيب أو إضافة، وهذا يدل على موافقته له فيما ذهب إليه وإن لم يصرح بذلك، إلا أن الغالب الأعم هو اختلافهما في طريقة الاستدلال العقدي وفي تفسيرهما للمسائل العقدية .
