نوقشت في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة دكتوراه للطالب أوس علي محمد أبو الزين الموسومة (التحليل الجغرافي لمؤشرات التصحر والجفاف في قضاء العلم للمده (٢٠٠٠-٢٠٢١).اذ تهدف الدراسة الحالية الى إجراء تحليل جغرافي علمي لمؤشرات ظاهرة التصحر والجفاف، والذي يركز مسببات هاتين الظاهرتين لاسيما العوامل الطبيعة والبشرية التي تعمل على تفاقمها في منطقة الدراسة، ومن ثم تشخيصها وتحديدها باستخدام المؤشرات الطيفية التي تعتمد على المرئيات الفضائية، معتمدين بذلك على نماذج مناخية ثلاث هي (جافة، معتدلة، رطبة)، ومن ثم اجراء التقييم البيئي والاحصائي لها وعمل سيناريوات للتكهن بالمستقبل. اذ ابتدأت الدراسة من مشكلة مفادها بمعاناة منطقة الدراسة من بروز مظاهر التصحر والجفاف تؤثر سلبياً وايجاباً على بيئة منطقة الدراسة تبعاً لحالة النموذج المناخي (الرطب، المعتدل، الجاف)، والذي يقود الى عدم معرفة المناطق الأكثر حساسية للتغيرات البيئية، وما يزيد من حدة هذه المشكلة هو انعدام النماذج التقييمية والتدابير التخطيطية والتنموية للمنطقة.
وقد توصلت الاطروحة الى نتائج عديدة منها :
1- ان اهم العوامل التي تعمل على تفاقم هذه الظاهرة هو العامل المناخي بالدرجة الأساس، كونه الأساس المعول عليه لصناعة ظاهرة الجفاف، ومن ثم التصحر لاسيما ان منطقة الدراسة تصنف ضمن الأراضي الجافة وشبه الجافة، أي ذات الحساسية العالية، للتغيرات المناخية.
2- توصلت الدراسة الى الكفاءة العالية التي تمتلكها منهجية الجغرافية الجديدة (نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد)، في مسألة التوصل للنتائج الدقيقة باستخدام الخوارزميات والمعادلات الرياضية، التي تعبر عن الغطاء الأرضي وتحديداً لظاهرتي التصحر والجفاف.
3- جسدت الدراسة التقييم البيئي من خلال تقسم المنطقة الى ثلاث نماذج مناخية وهي (الجاف، المعتدل، والرطب)، لينتج لنا ثلاث أصناف تمثل الحساسية والملائمة للاستخدام والتي هي بهيئة مخاطر بيئية، اذ اتضح ان هنالك تباين كبير في مسألة التقييم، ففي النموذج الجاف نجد ان اغلب مساحات منطقة الدراسة غير صالحة للاستخدام، وفي النموذج المعتدل تقل هذه الحدة قليلاً اما في النموذج الرطب فتكون الحدة اقل بكثير من سابقيها.
4- كشفت النماذج المناخية الثلاث ( الجاف، المعتدل، الرطب) عن وجود تباين كبير جداً بينهما فقد حذت الدراسة الى استخدام المؤشرات المعبرة عن التصحر والجفاف التي تعتمد على المرئيات الفضائية الحديثة للكشف عن التغيرات التي تنتاب الغطاء الأرضي في منطقة الدراسة.
