تمت مناقشــة رسالة الدبلوم العالي في جامعة تكريت للطالب (علي عبد الهادي) الموسومة (واقع ابعاد التماسك الاستراتيجي في دائرة الاعمار الهندسي/ وزارة الإسكان والاعمار/ دارسة حالة).هدفت هذه الدراسة الى التعرف على توافر أبعاد التماسك الاستراتيجي في دائرة الاعمار الهندسي التابعة لوزارة الاعمار والاسكان، واقتراح أليات جديدة تهدف الى التغلب على مسارات عدم تماسك استراتيجيات المنظمة قيد الدراسة لتحقيق تماسك عال على جميع المستويات. ولتحقيق هدف الدراسة فقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لوصف البيانات وتحليلها عبر اختبار الفرضيات بالاستناد على البيانات المجمعة بواسطة (الاستبانة) التي مثلت الاداة الرئيسة للدراسة، والتي صممت الكترونيا ووزعت على عينة قوامها (99) مفردة. توصلت الدراسة الى أن أبعاد التماسك الاستراتيجي متوافرة بحدود معينة، إذ تم حذف بعض الفقرات التي لم تدركها عينة البحث، ووفقا لذلك كان السبك التنظيمي هو أساس التماسك الاستراتيجي في الدائرة المبحوثة، وأوصت الدراسة المبحوثة بضرورة الاهتمام بقياس مدى تماسك استراتيجيات المنظمة دوريا"، على مستوى الابعاد أو مكونات المنظمة في جميع مفاصلها.بينت الدارسة أن التماسك الاستراتيجي متوافر في المنظمة بصورة عامة وان هناك تفاوتا في توافر أبعاده تبعا للفقرات: لا تمتلك دائرة الاعمار الهندسي منظومة اتصالات اجتماعية تنقل الاعراف داخلها، ووجود صراعات بين العاملين، بالإضافة الى عدم دعم الادارة للاتصالات داخل الدائرة، ولعل ذلك يعود الى طبيعة عمل الدائرة، كونها دائرة حكومية تعتمد الاساليب الرسمية في الاتصال ولا تعتمد الاساليب غير الرسمية، وكذلك انتشار اقسامها في رقع جغرافية واسعة، نتيجة لطبيعة عملها. عدم امتلاك دائرة الاعمار الهندسي لهيكل معياري ثابت يعبر عن توجهاتها، اضافة الى عدم امتلاكها مبادرات جوهرية من اجل توفير خدمات ذات جودة عالية. ولعل ذلك يعود الى اعتماد هيكلية الدائرة على الاساس الجغرافي، لذا لم تدرك العينة امتلاك هذا الهيكلة كما ان الاختلاف في التوقعات، وارتباط الدائرة بوزارة الاسكان والاعمار جعل هيكل الدائرة لا يمثل توجهاتها الاستراتيجية. احتياج بدء المشاريع و المبادرات الى وقت طويل لتنفيذها بسبب الارتباطات الحكومية للدائرة، وتعلق ذلك بتوافر التحويل المناسب لبدء المشاريع بالإضافة الى عدم دعم الدائرة للمبادرات الريادية التي يطرحها العاملون.
يوصي الباحث المنظمة المبحوثة بضرورة الاهتمام بقياس مدى تماسك استراتيجيات المنظمة دوريا، على مستوى الابعاد أو مكونات المنظمة في جميع مفاصلها، تعزيز التعاون بين قيادة المنظمة والمستويات الادارية الادنى في صياغة الاستراتيجية وتنفيذها لتجاوز حدوث فجوة بين الصياغة والتنفيذ. إذ ان موقع العمل للدائرة في مواقع جغرافية مختلفة ومتباعدة ينعكس على قدرة الشركة في تحقيق التماسك الاستراتيجي، يتوقف تحقيق التماسك الاستراتيجي على تبني المستويات الوسطى لوجهة نظر القيادة العليا للمنظمة في خططها الاستراتيجية، تحويل العلاقة بين القيادات والمرؤوسين بحيث تعمل الرؤية المشتركة للأهداف على تنشيط وتحفيز العاملين على ادراك المعنى في عملهم وتشجيعهم على الابداع فيه.