نوقشت في كلية التربية للبنات/ جامعة تكريت رسالة ماجستير الطالب رعد هلال جدوع والموسومة (مدن خراسان من خلال كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي المتوفى (٨٢١ ه /١٤١٨ م) دراسة جغرافية تاريخية مقارنة.
احتوت الدراسة على ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة وملاحق، جاء الفصل الاول منها تحت عنوان (القلقشندي وكتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا) الذي تناول السيرة الذاتية والتاريخية للقلقشندي، ومكان ولادته ونشأته، ومن ثم ارتحاله وطلبه للعلم وما حازه من العلم على يد المشايخ وما كلف به من الوظائف في ظل الإدارة المملوكية التي توجت بتوليه وظيفة كاتب الإنشاء، وكذلك فيما يخص كتابه الموسوم (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) فقد اوردنا عنه في المبحث الثاني الذي جاء بعنوان (تحليل منهج القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا وأهم مؤلفاته الاخرى)، والذي تضمن معلومات قيمة عن كل ما يحتويه الكتاب من تقسيمات، وما هي المصادر التي استقا القلقشندي منها معلوماته، وما قيل في حق الكتاب، وحجمه وطبعته وتقسيماته، وذكر في آخر المبحث مؤلفات اخرى للقلقشندي، وتوصل الباحث بعد ذلك الى مجموعة من النتائج منها ان القلقشندي لم يزر بلاد خراسان اذ كان طرحه عن تلك البلاد من خلال ما استقاه من الكتب التي سبقته وما دونه من خلال سؤاله لبعض الاشخاص ممن رأى بلاد خراسان، وقد توصل الباحث الى ان القلقشندي ورغم ميله للأدب الا ان موسوعته الموسومة (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) لا تخلو من مادة جغرافية لا بأس بها، الا انها لا يعتمد عليها بشكل كبير وذلك كون ان القلقشندي متأخر الوفاة، وقد نقل جل معلوماته عن بلاد خراسان من كتب الانساب وكتب هي متأخرة ايضاً، والذي كان من الافضل الاخذ من كتب البلدانيين وخصوصاً من اهل المشرق الذين هم من سكنة المنطقة ويعرفونها وكتبوا عنها من خلال الرؤيا المباشرة لها.
واما الفصل الثاني (جغرافية خراسان والجانب الاقتصادي لمدنها كما ورد ذكرها في كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي) إذ تناول الباحث في المبحث الاول (جغرافية خراسان والفتح العربي الإسلامي لها) وذكرنا فيه موقع وحدود وتسمية خراسان وتطرقنا إلى الفتح العربي الإسلامي لتلك المدن في خراسان وكيف اولت الدولة العربية الإسلامية العناية الكبيرة لبلاد خراسان، ومما جاء في هذا المبحث هو بداية سردنا لمعلومات تخص مدن خراسان موضوع الدراسة، إذ كان طرحنا للمعلومة عن طريق اخذها من كتاب صبح الأعشى في صناعة الانشا للقلقشندي ومقارنتها مع ما جاءت به المصادر الاخرى وتبيان وجه التشابه والاختلاف بين الروايات، فضلاً عن اعطاء معلومات لم يتطرق القلقشندي لها في كتابه صبح الأعشى في صناعة الانشا وهي مستقاة من المصادر الاخرى، اما المبحث الثاني فهو ماتناول (الجانب الاقتصادي لمدن خراسان التي اوردها القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الانشا) والذي تطرقنا فيه إلى ما يخص تلك المدن من الناحية الاقتصادية، اي ما يخص الجوانب الزراعية والصناعية والتجارية لتلك المدن، اذ بينا ما امتازت به كل مدينة من خلال طرحنا للروايات الواردة عن كل مدينة، وقد توصل الباحث من خلال هذا الفصل الى ان بلاد خراسان تتمتع بموقع متميز جعلها محط انظار الدول المحيطة بها، وان بلاد خراسان ذات موروث حضاري عريق تدل على وجود حضارة قامت على ارضها، وكذلك توصل الباحث الى العناية الكبيرة التي اولتها الدولة العربية الإسلامية لتلك البلاد منذ وقت مبكر لما لها من موقع متميز، وكذلك دورها الكبير الذي لعبته في فتوحات بلاد ما وراء النهر فضلاً عن ما تحتويه تلك المدن من مخزون اقتصادي هائل رفد خزينة الدولة العربية الإسلامية قروناً عديدة.
اما الفصل الثالث (الجوانب الحضارية والعلمية لمدن خراسان كما ورد ذكرها في كتاب صبح الأعشى في صناعة الانشا للقلقشندي) فتناول جانبين من الجوانب الحضارية وهما الجانب الاجتماعي والجانب العمراني، إذ بينت الدراسة اهم ما تميزت به مدن خراسان من الناحية الاجتماعية موزعة على عدد من العناوين، ومنها نزلاء مدن خراسان من الصحابة والتابعين، وكذلك ذكرابرز القبور المشهورة في تلك المدن، وايضاً جاء ذكر لما انتشر في تلك المدن من امراض واوبئة، واشهر ما وقع فيها من الكوارث، واما فيما يخص الجانب العمراني فتناول فيه الباحث بناء المساجد والمدارس وبعض البنايات التي كانت تقام فيها الشعائر والطقوس والتي يقدمون فيها النذور.
واما المبحث الثاني فقد تناول (الجانب العلمي لمدن خراسان التي كانت موضع اهتمام القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الانشا)، إذ تناول هذا المبحث الدور الرائد للمساجد في الحركة العلمية في تلك المدن، وكذلك دور المدارس الفاعل في دفع عجلة العلم إلى الامام، ثم حاز ذكر علماء تلك المدن على اغلب المبحث إذ استشهدنا لكل مدينة بعالم او اكثر وذلك على سليل المثال لا الحصر.
واما المبحث الثالث من الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان (مدن ذكرها القلقشندي واختلف في تبعيتها للاقاليم) وهما مدينتا استراباذ و دهستان اللتين ذكرهما القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا، اذ اوردهما دون الجزم في تبعيتهما لاقليم خراسان مما حدا بنا إلى تتبع الروايات من المصادر الاخرى متحرين ومقارنين بين روايات المصادر فيما يخص تلك المدن، وقد توصل الباحث إلى نتائج منها حل اهل خراسان للعلم وطلب العلم والتحاقهم بحلق العلماء في المساجد منذ الوهلة الاولى لدخول بلاد خراسان تحت راية الاسلام ، وتأثير المساجد في اهل تلك المدن، الامر الذي نتج عنه ظهور عدد لا يحصى من العلماء والشيوخ الافاضل ممن ذاع صيتهم في ارجاء البلدان.