نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة تكريت رسالة الماجستير للطالب حاتم كريم ابراهيم و الموسومة (محن وابتلاءات العلماء بالأندلس في عصري الامارة والخلافة ١٣٨٤٢٢ه/٧٥٦١٠٣١م).
اذ تهدف الدراسة الى تسليط الضوء على اهم المحن والابتلاءات التي تعرض لها علماء الأندلس في مجالات الحياة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو علمية وتأثيرات تلـك الابتلاءات والمعاناة عليهم.
ونظرا لمكانتهم والوظائف التي شغلوها العلماء في الأندلس كالقضاء والاستشارة والفتوى وولاية الكور والوزارة والكتابة والسفارة، و أن الكثير منهم عمل في مجال التعليم . مما زاد شهرة علماء الأندلس في عصري الامارة والخلافة (138-422 هـ / 756-1031 م)، حيث ساهموا في إحداث نقلة كبيرة في مجال علوم الأندلس (سواء كانت دينية أو فلسفية أو تاريخية أو طبية). هؤلاء العلماء بعد حصولهم على كل علومهم من الشرق الإسلامي، تمكنوا من أن يكون لهم كيانهم العلمي الخاص في جميع المجالات، وتحديداً في الفلسفة الدينية والطب.
وقد توصلت الرسالة الى عدد من النتائج اهمها:
1- أنَّ محن وابتلاءات علماء الأندلس في عصري الإمارة والخلافة كانت متعددة، وجاءت بصور وأشكال مختلفة، تمثلت في القتل، السجن، التعذيب، التغريب والنزوح، سلب الممتلكات، الإصابة بالأمراض القاتلة والجسدية غير القابلة للشفاء، فقدان الأحبة، فقدان البصر، الحرمان من نعمة الصحة وغيرها من المحن والابتلاءات الأخرى التي أمتحن الله تعالى بها عباده من علماء الأندلس في تلك الحقبة.
2- اثبتت الدراسة مساهمة ثلة كبيرة من علماء الأندلس في معظم الوظائف والمناصب المهمة في دولة بني أمية في عصري الامارة والخلافة، سواء منها السياسية أم الشرعية أم الإدارية ، ما أدَّى إلى المنافسة بينهم، والكيد والتآمر بعضهم على بعض ، وبالتالي وقوعهم في محن وابتلاءات شديدة، أثرّت على أحوالهم وأوضاعهم المعيشية العامة.
3- أظهرت الرسالة أنَّ الصراعات السياسية والاختلافات المذهبية والفكرية بين علماء الأندلس أنفسهم في عصري الامارة والخلافة من جهة ، أو بين العلماء وحكام الدولة من جهة اخرى كانت من أبرز الأسباب وأكثرها اثرًا في تعرض كثير من العلماء الأندلسيين للمحن والابتلاءات آنذاك.
4- مشاركة العديد من علماء الأندلس في الثورات التي قامت ضد الأمراء والخلفاء ومساندتهم من قبل عامة أهل الأندلس، ودعمهم إيَّاهم، وذلك بسبب مكانتهم العالية لديهم.