جرت مناقشة رسالة الماجستير في قسم الحديث وعلومه للطالب عبدالله سلطان عبد الموسومة " الاحاديث المرفوعة في كتاب المغازي للواقدي من غزوة بني قريظه الى نهاية سرية كرز بن جابر_ جمعا ودراسة "
يعد الواقدي من أوائل الذين نشطوا في الكتابة بالسيرة النبوية وبمغازي النبي في القرن الثاني الهجري ، وكتابه المغازي يُعدّ طفرة نوعية في التصنيف في السير والمغازي كما نقل لنا في كتابه مادة علمية دقيقة في تحديدها للأحداث والوقائع، والأماكن، والتعريف بالأشخاص، وتحديد تواريخ الغزوات والسرايا وأعدادهم ، وان اهم النتائج التي توصل اليها الباحث هي : ان القول الراجح في مولد الواقدي أنه ولد سنة ثلاثين ومائة للهجرة و أن الإمام الواقدي يعتبر من بحور العلم وأحد الحفاظ المشهورين ، ولذلك يمكن أن يقال أنه أحد الموسوعات العلمية في تأريخ الإسلام ، و أن الإمام الواقدي يعتبر ضعيفا في الحديث، ولكن يكتب حديثه ويروى، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أن الظاهر عدم اتهامه بالوضع كما قال الإمام الذهبي.
أن للإمام الواقدي منهجاً خاصاً في الرواية التأريخية يختلف عن منهج أئمة الحديث، فلا مانع عنده من أن يروي عن شخص مجهول إذا كان الحدث وقع في سلفه أو أحد أفراد عشيرته، أما أئمة الحديث فلا يروون إلا عن الثقة المعروف بالعدالة والصدق، ولعل هذا من أسباب تضعيفه عند المحدثين، وكذلك إن من منهج الإمام الواقدي استخدامه للإسناد الجمعي رغم انه لم يتفرد به الإمام الواقدي بل عمل به غيره، ولكن الإمام الواقدي أكثر منه، فلعل هذه الكثرة هي التي أوقعته أحيانا بما نسب إليه من تركيب الأسانيد كما سبق بيان ذلك. إن سبب عناية الإمام الواقدي-¬- بالإسناد الجمعي ألا وهو طلب الاختصار، ومخافة الطول.