تمت مناقشة رسالة ماجستير في جامعة تكريت للطالبة سجى حكمت حسن والموسومة بلاغة الأحاديث الأسرية في مرويات أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن).يعنى البحث بدراسة الأحاديث المتعلقة بالأسرة دراسة بلاغية تحليلية للكشف عن أثر الفنون البلاغية في جمال العبارة وثراء الدلالة، متخذاً من مرويات أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) عينة للبحث والدراسة تكريماً لهن وعرفاناً بفضلهن العظيم في نقل السنة عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، فضلاً عن كونهن جزء من أسرة هي أعظم أسرة في الإسلام وفيها القدوة للمؤمنين، وذلك من خلال دراسة النصوص كوحدة متكاملة، والابتعاد عن التقسيمات والتفريعات البلاغية التي توقع القارئ في السآمة والملل، فجعل القواعد البلاغية خادمة للمقاصد النبوية وليس العكس، واعتمد المنهج التحليلي البلاغي في الكشف عن أسرار الأحاديث الأسرية وبيانها وبديع نظمها، فقسَّم الخطة تقسيماً حسب الموضوعات المتعلقة بالأسرة والعلاقة بين أفرادها، يضم البحث مقدمة وتمهيد وأربعة فصول،درس الفصل الأول والموسوم بـ(بلاغة أحاديث الخطبة والزواج) مختارات من مرويات أمهات المؤمنين المتعلقة بحسن اختيار الشريك الصالح، والمحارم، والكفاءة في الزواج، واستئذان المرأة في زواجها، واعلان الزواج، والخلع والطلاق.وأما الفصل الثاني، والموسوم بـ(بلاغة أحاديث العلاقة بين الزوج والزوجة)، اشتمل على محاور حسن العشرة، ومساندة الزوجة لزوجها، والانشغال بالعبادة عن الأهل، والاهتمام بسلامة فكر الزوجة ودينها، وتعظيم حق الزوج، والنفقة، والحداد على الزوج.والفصل الثالث جاء بعنوان (بلاغة الأحاديث الواردة في الآباء والأبناء والأخوة)، واشتمل على عدة محاور هي: العقيقة، وأجر النفقة على الأبناء، وفضل الإحسان إلى البنات، وسلامة الأبناء، وفضل الرفق، والآداب في التعامل مع الآباء، وأكل الوالدين من مال أولادهم، وإعانة الآباء على العبادات، وصلة الرحم، والإحسان إلى الأخوة والنصح لأبنائهم.والفصل الرابع كان بعنوان (بلاغة أحاديث تعدد الزوجات)، درس مشروعية الغيرة، وموقف النبي (صلى الله عليه وسلم) من غيرة السيدة عائشة (رضي الله عنها)، واعتراف الضرَّة بفضائل ضرَّتها، وتأديب النبي (صلى الله عليه وسلم) لزوجاته، والعدل بين الزوجات.وقد أظهر البحث الثراء البلاغي لمرويات أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن)، حيث بيَّن أن الحديث الواحد يحتوي على أكثر من فن بلاغي تتواشج بعضها مع بعض من أجل تقرير المعنى في النفس، فضلاً عن تحقيقها البعد الجمالي، وما كان لها أن تظهر بهذه الصورة البديعة لولا تماسكها وانسجامها واتساقها."