تم بعون الله تعالى مناقشــة رسالة الماجستــير في العلوم الاقتصادي للطالبة ( جواهر محمد حسن) الموسومة ( الانفاق الحكومي على الصحة والتعليم واثره على التنمية لعينة مختاره من البلدان مع إشارة للعراق للمدة 2004 -2020 )بينت الدراسة ان الاهتمام في السنوات الأخيرة قد ازداد بموضوع التنمية البشرية المستدامة ومدى تأثيرها على الواقع الاقتصادي وخاصةً في البلدان النامية، فالتنمية البشرية تعنى بتوفير المتطلبات المادية والمعنوية للإنسان، غير أن ذلك لن يتحقق إلا عن طريق التقدم الاقتصادي من خلال النمو الاقتصادي الذي يهتم "بالزيادة في الناتج المحلي الإجمالي للبلد خلال فترة زمنية معينة"، أو التي ، وقد شملت الدراسة عينة من الدول النامية (سنغافورة والسعودية) كونهما تتشابهان إلى حدٍ ما مع الواقع العراقي من حيث الاقتصاد الريعي لدولة السعودية والتنوع القومي والديني والمذهبي ، لذا فإن الهدف من الدراسة هو تحليل إتجاهات ومؤشرات تجارب بعض البلدان (سنغافورة والسعودية) في مجال الإنفاق على الصحة والتعليم ورفع مستوى التنمية البشرية والإستفادة من تجارب هذه البلدان وتطبيقها على الواقع العراقي, كما تهدف الدراسة الى الوقوف على حال العراق وتقييم تجربته في تهيئة مقومات التنمية البشرية ومعرفة أثر زيادة النفقات على القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية.وقد استخدمت الدراسة الأسلوب القياسي وذلك بتوصيف المتغيرات المستعملة في القياس وعرض النتائج وتحليلها وفق النموذج القياسي باستخدام برنامج (E-Views 9). لتتوصل إلى وجود تأثير مقبول وعالٍ بين مؤشري الإنفاق على التعليم والصحة ودورها الإيجابي في التنمية البشرية في سنغافورة, في حين توصلت الدراسة في السعودية إلى أن كلاً المؤشرين الإنفاق على التعليم والصحة كان لهما أثر سلبي في المدى القصير وإيجابي في المدى الطويل خلال مدة الدراسة, فيما توصلت الدراسة في العراق إلى أن مؤشري الإنفاق على التعليم والصحة كان لهما أثر سلبي على التنمية البشرية المستدامة في البلاد, وفي هذا الصدد فإن أهم ما توصي به الدراسة في العراق هو القضاء على الفساد المالي والاداري في مرافق البلد جميعهًا وتعزيز الإنتماء الوطني .و بينت الدراسة ان التنمية المستدامة عملاً اقتصادياً فحسب بل هي "عملية توسع للخيارات المتاحة للناس" وهذه الخيارات تتغير مع الوقت، وبذلك تزداد فرص الأفراد في الحصول على التعليم والصحة الجيدة وتهيئ لهم فرص المعيشة المناسبة. لم تكن الأسباب التي تؤثر على التنمية البشرية هي نفسها التي تؤثر على النمو الاقتصادي. تعد البلدين (سنغافورة، السعودية) من أهم الدول التي حققت تقدماً واضحاً لمجال التنمية المستدامة على الرغم من عدم امتلاكها للثروات المعدنية منها ليصنفا من ضمن الدول ذات التنمية المستدامة مرتفعة جداً مع نمو اقتصادي كبيراً مقارنة مع دولة العراق التي تتوفر فيها كافة الموارد الطبيعية والمعدنية.بناءً على ما توصلت إليه الدراسة يجب على الحكومات السعودية والسنغافورية القيام بدعم الاقتصاد لهما بنسبة أكبر خاصة دعم وزيادة الإنفاق على التعليم والصحة بنسب أكبر، وتقديم دعم أغلب القطاعات المختلفة في الاقتصاد منها (والزراعية والصناعية والتجارية) وخاصة الحديثة منها، مع الاستثمار في التكنلوجيا ذات رأس المال الكبير كونها تعد أفضل المردودات في الأسواق الدولية حتى يصل البلد إلى مواجهة الصدمات الدولية ليتمكن من الوصول إلى حالة من الاستقرار الاقتصادي وخاصة النمو.