نوقشت في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم علوم القرآن والتربية الاسلامية اطروحة الدكتوراه (للطالب أحمد حسين خلف الجبوري )، الموسومة (الآيات التي ذكر فيها لفظة نوح عليه السلام في القرآن الكريم-دراسة تحليلية).تألَّفت هيكليةُ الأطروحةِ من: مقدَّمةٍ ، وثلاثةِ فصولٍ، وخاتمةٍ، تناولَ الفصل الأوَّلُ: الآياتِ المتعلقةَ بالرسالةِ والدعوةِ، وأمَّا الفصلُ الثاني: فقد تناولَ الآياتِالمتعلقةَ بالعاقبةِ والتهديدِ والميثاقِ والاستجابةِ وتخليدِ الذِّكرى وتناولَ الفصلُ الثالثُ:الآياتِ المتعلقةَ بأفعالِ الأُممِ والقلوبِ، ثُمَّ خُتِمَتِ الأطروحةُ بمجموعةٍ من النتائجِ اهمها إنّ قصة نوح عليه السلام كانت تتكرر لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم, لأنّ نوحاً أكبر الناس عمراً وواجه في دعوته كثيراً من الأذى من أمته؛ فكان في ذلك تسلية وأمل كبير للنبي صلى الله عليه وسلم، لما فيها من تصبير النبي صلى الله عليه وسلم على أذى الكفار, حيث صبر نوحُ على قومهِ تسعمائة وخمسين سنة وبعدها نالت دعوته قبولاً وفلاحاً. و إنّ سنة الله في خلقه جارية لا تتغير، ولا تتبدل، ومن خلقه الانبياء حيث جعل سنته فيهم الابتلاء فلا نبي يبعث الا ابتلاه الله باعراض قومه عن دعوته، وقتالهم له وتكذيبهم اياه.و رابطة الدين أقوى من رابطة النسب، ولا علاقة للصلاح والتقوى بالوارثة والأنساب، لذا نجى الله المؤمنين من قوم نوح، وأهلك ابنه وزوجته مع الكافرين.والصحيح أنه كان ابنه، ولكن كان مخالفا في النية والعمل والدّين. وقد اتفق اهل العلم من المؤرخين على أنّ ذرية نوح عليه السلام كانوا الذرية الوحيدة الباقية بعد هلاك الأمم في الطوفان، قال تعالى : (وجعلنا ذريته هم الباقين) فالبشرجميعا يرجع نسبهم إلى أولاد نوح عليه السلام الثلاثة (حام وسام ويافث).حيث إنّ الإيمان بنبي واحد يوجب الإيمان بجميع الأنبياء عليهم السلام لأن الوحي جنس واحد، فمن آمن بالنبوات أو آمن بنبي، وجب عليه الإيمان بباقي الأنبياء.