تمت مناقشة رسالة ماجستير في جامعة تكريت/كلية الادارة و الاقتصاد بعنوان ( المنظور الاستراتيجي لمستقبل المنظمة بين الحوكمة وازدواجية القيادة دراسة تحليلية في مجموعة من المصارف الخاصة في العراق) للطالب (ايسر حسين خلف)و قد هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين ازدواجية القيادة ومستقبل المنظمات، في ضوء الدور المعدل للحوكمة (مجلس الإدارة) ومعرفة مدى التأثير لأزدواجية القيادة في مستقبل المنظمات، ومن ثم معرفة الدور المعدل لحوكمة الشركات عبر تعديل قوة العلاقة وليس اتجاهها، ولتحقيق هدف البحث فقد التجأ الباحث إلى المنهج الوصفي التحليلي لجمع البيانات في ضوء الاستبانة وهي الأداة الرئيسة للدراسة، فضلاً عن تحليل هذه البيانات عبر مجموعة من الأساليب الإحصائية (SPSS24) و(SMART-PLS3). وقد طُبقت الدراسة في ميدان المصارف الأهلية العاملة في العراق، مدينة بغداد تحديداً واختيرت منها (6) مصارف هي (مصرف التنمية الدولي، مصرف بابل، مصرف الخليج التجاري، مصرف عبر العراق، المصرف العراقي للتجارة، مصرف الاتحاد العراقي)، في حين تمثل مجتمع الدراسة بـ(مدير قسم، معاون مدير، مدير شعبة، مدير وحدة) والبالغ عددهم (160)، سحبت منهم عينة غير عشوائية (قصدية) حسب معادلة (Green,1990) لتتمثل بـ(114) فرداً، وِزعت عليهم الاستبانة وتم استرجاع (105) استبانة (97) منها كانت صالحة للتحليل. توصلت الدراسة إلى أن ازدواجية القيادة في المصارف الأهلية العراقية كان تأثيرها ايجابياً في مستقبل هذه المصارف، وأن هذه العلاقة تزداد قوتها بفعل الحوكمة.و من اهم الاستنتاجات التي جاءت بها الرسالة وجود علاقة ارتباط ايجابية بين ازدواجية القيادة ومستقبل المنظمة، وذلك لأن المصارف الأهلية ترجع في أساسها إلى أنها منظمات عائلية أو ترجع إلى مستثمر واحد، وبالتالي تسعى القيادة فيها إلى تحسين واقع مصارفهم في الوقت الحالي، متجاهلين الآثار السلبية للازدواجية على مستقبل تلك المصارف على المدى البعيد. وإن المصارف الأهلية متمثلةً بإداراتها العامة تنتهج أسلوب الانتهازية الإدارية التي تشير إلى الافتقار للصراحة والوضوح أو الصدق في المعاملات، لتشمل السعي وراء المصلحة الذاتية على حساب المصلحة العامة (مصلحة المصارف والمساهمين) الذي بدوره يحد من قدرات العاملين لتحقيق الأهداف العامة.و تضمنت مجموعة من المقترحات اهمها : على المصارف الأهلية التخلص من مشكلة الازدواجية على مستوى القيادة، وذلك عن طريق تكليف قيادة المجلس إلى مديرين خارجيين أو داخليين على شريطة ألا يكون هو نفس الشخص المدير التنفيذي في المصرف. وعلى المصارف الأهلية التحلي بالوضوح والصدق في المعاملات، وتقديم المصلحة العامة ومصالح المساهمين على المصالح الذاتية، الذي بدوره يزيد من قدرة العاملين لتحقيق الأهداف العامة. وإن على المصارف المبحوثة ايلاء المزيد من الاهتمام بتطبيق الحوكمة من أجل ضمان تحسين سمعتها، خصوصاً أن الشركات المبحوثة تعاني من ضعف إدراك الزبائن لتلك السمعة.